أرى الفساد هنا وهناك متناثرا
والصمت عمّ الزمان والمكان
لا الحق يفتح فاهه مندداً..!
والعدل سقط في غياهب البلدان
شاء اللسان أن يصرخ متألما
قامت عليه الأيادي بالكتمان
صرخ: اتركوني أنطق بالبرهان
وأشهد بالحق نصرة للإسلام
نطقوا بصوت خافت متوجس:
من ذا الذي يسمع ويشعر بالآلام؟!
قال: لعل فيها صالحا إنسان
يرى ويسمع بالقلب لا الآذان
قالوا: وما نفع صوت وسط الأمم؟
فالحق يحتاج القوة مع الإيمان
والخلق الآن تائهون مشتتون
بين منافق.. كاذب وجبان
وتاجر باع الأوطان بدرهم ودينار
وجثا على ركبتيه طائعا للشيطان
فتسلح بالباطل وسخر العقول
بالملهيات والمال والكلام المعسول
دعهم، سيأتي يوم الصيحة فجأة
حينها تتساوى كفتا الميزان
وتنجلي الغشاوة ويعلم التائه
نقطة البداية ويحمل الأعلام
نعم ساد الباطل.. لكنه لن يدوم
وما كان الحق يوما زاهقا أو حيران
دع الأيام تمر في هدوء
فحكمة الله دائما هي البرهان
ازرع ثمار الحق على الجسور
يوما ما ستنمو وتقتل الجور
ويعم السلام والرحمة والأمان.
ولكي تهدأ داخلك ثورة البركان
اعلم أن ميسر الكون مسبب الأسباب
كلهم عرائس في أطراف الخيوط
علقت أعناقهم قبل الزمان بأزمان
دعهم فخالق الكون يعلم ما يدور
في الظلام الخفي ومطابخ الطغيان
دعهم يكنزوا الحرام ويشيدوا القصور
أقصر من ياقوتة ترجو أم من حجر صوان؟!
دعهم يتمتعوا بها فهي غير باقية
ولو رأوا مقعدهم هناك بعد الفانية
في عذاب مخلد وسياط الزبانية
لباعوا نعيمها واشتروا الباقية
أما دارك أنت.. فنعيم لا ينفد
برضاك بقدر الله إيمانا وإحسانا.
[email protected]