ربما سمعت يوما خبرا عن شخص نسي من يكون، ولم يعد يذكر أي شخص أو أي شيء من ماضيه، حتى اسمه ينساه. هذه الحالة هي ما يسمى بـ«فقدان الذاكرة».
الناس جميعا يتعرضون للألم والقلق والغضب والخيبة والخوف لأسباب مختلفة. عندما نحس بهذه الانفعالات نواجهها بأشكال وردود فعل عادية ومشتركة بين الناس كالبكاء والصراخ وغير ذلك.
لكن هناك أشخاصا لا يقوون على مجابهة انفعال عظيم «فيهربون» من المواجهة، كطريقة لحماية النفس من وقعه الشديد.
من أشكال هذا التهرب «فقدان الذاكرة». ففي حال فقدان الذاكرة يتصرف الشخص ويحس وكأن هذه الأمور كلها لم تقع وكأن أسبابها غير موجودة! إنه باختصار ينسى آلامه ومصدرها.
وإذ ينسى آلامه فإنه ينسى أشياء كثيرة ترتبط بها بما في ذلك شخصيته. فلا يعود يذكر شيئا من الماضي. أما بالنسبة للحاضر فإنه يتصرف تصرفا طبيعيا، لا ينسى اللغة مثلا كما لا ينسى مهاراته.
وهو يعيش ويتصرف طبيعيا، لكن، كما لو كان شخصا آخر ويمكن ألا يثير انتباه أحد.
في بعض الأحيان يشفى الشخص من حالة فقدان الذاكرة فجأة، وفي حالات كثيرة يمكن للطبيب النفسي أن يساعد على إعادة الذاكرة بالعلاج.
لكن الغريب أن الذين يسترجعون ذاكرتهم ينسون ما جرى في المرحلة التي كانوا فيها فاقدين للذاكرة.
من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة