منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد كان أمام السلطات الصحية في البلاد تحديات كبيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر كيفية إيقاف الانتشار السريع للوباء، وكذلك تجهيز مستشفيات ميدانية بطاقة سريرية كبيرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة للمرضى، ومن هنا ظهرت الحاجة الملحة لإبطاء الانتشار، وكذلك محاولة منعه، أو على الأقل تأخيره من الوصول إلى مناطق العمالة الوافدة التي تكتظ بالسكان.
كانت المعادلة صعبة، فتحقيقها على أرض الواقع يحتاج إلى جهود جبارة، بالإضافة إلى ضرورة تكاتف الجميع بما في ذلك العامة من المواطنين والوافدين، ولكي تصل إلى حل هذه المعادلة تحتاج إلى خطة محكمة ترتكز على قرارات سريعة، بالتوازي مع حملة توعوية ضخمة تبين طبيعة الفيروس المستجد، وكيفية انتقاله، وسلوكه.
استمرت الجهود الحثيثة والكبيرة التي نتجت عنها قرارات الحظر الجزئي، ثم الكلي، ثم عزل بعض المناطق التي تفشى فيها الوباء.
وها نحن الآن وبعد مرور نحو أكثر من 4 أشهر تطالعنا النتائج اليومية والتقارير الصحية بنجاح هذه الخطط، حيث بدأ الوباء في الانحسار - ولله الحمد - فقد وصل عدد المتعافين من الفيروس المستجد بالكويت إلى أكثر من 41 ألفا بنسبة تعاف تجاوزت الـ80%، وهي نسبة تشير إلى نجاح كبير، وانتصار عظيم للأطقم الطبية والتمريضية العاملة في جميع مستشفيات البلاد.
إن الإستراتيجية التي تعاملت بها السلطات الصحية في البلاد، وحققت من خلالها هذا النصر الرائع على الفيروس المستجد، هي إستراتيجية حمت المواطنين والوافدين من تفشي الوباء، كما استطاعت في الوقت نفسه حماية الأطقم الطبية والتمريضية في البلاد، فكانت كذلك نسبة الإصابة في هذه الأطقم ضمن المعدلات العالمية.
ولذا، فإننا نوجه تحية كبيرة لأطقمنا الطبية والتمريضية، الذين تحلوا بالشجاعة في مواجهة فيروس كورونا المستجد، حتى استطاعوا محاصرة هذا الوباء، والتعامل معه بكل احترافية، تجعلنا نقول بملء فينا، لدينا طواقم طبية وتمريضية محترفة، وسلطات صحية واعية، وسلطتان تشريعية وتنفيذية متعاونتان إلى حد كبير وعظيم، كما أوجه تحية خاصة إلى الجهاز الطبي، والتمريضي بهيئة الخدمات الطبية بالجيش، والحرس الوطني، لما بذلوه، ومازالوا يبذلون من جهود مضنية في سبيل مكافحة الفيروس.
حفظ الله الكويت من كل مكروه، ورفع الله هذا الوباء عن جميع العالم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
*د.محمد الغانم - رئيس وحدة المسالك البولية بمستشفى جابر للقوات المسلحة