د. خالد المرداس
لا غيبة له
هل يعتبر من الغيبة التحذير والنصح ممن أظهر فساده وشرّه في نشر البدع والخرافات والضلالات بين الناس؟
٭ من أعلن فساده وشرّه في نشر البدع والخرافات والضلالات لا غيبة له لأنه لم يستتر منها: قال الله تعالى: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم وكان الله سميعا عليما)، أما الغيبة التي تكون محرمة على الإنسان هي ان يفضح سر من ستره الله عز وجل كأن يكون على معاصي او ذنوب لكنها بينه وبين نفسه ولم يظهرها للناس، قال عليه الصلاة والسلام: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة ان يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه». أما أهل البدع والخرافات والضلالات فيجب التحذير والنصح منهم حتى لا يقع الآخرون بشر فساد أعمالهم وطرق ضلالهم وبدعهم، خاصة بعد مناصحتهم ودعوتهم الى الطريق المستقيم والهدي القويم على التمسك بالكتاب والعمل بالسنة، وقد ثبت هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام لما دخل عليه رجل لا خير فيه قال: «بئس أخو العشيرة»، وفي لفظ «بئس ابن العشيرة ائذنوا له» ولما مرت عليه جنازة أثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت لها النار»، أثنوا عليها شرا أي بما ظهر منها من أعمال سوء وشر وفساد، ولم ينكر عليهم دل ذلك ان من أظهر الفساد لا غيبة له. وهذا ما ذهب إليه الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز وما ذهب إليه الإمام العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين رحمهما الله عز وجل.
التبرع بالأعضاء
ما حكم التبرع بأعضاء الجسد قبل وبعد الموت؟
٭ بالنسبة للتبرع بأعضاء الجسم قبل او بعد الموت فيه تفصيل، القول الأول: عدم الجواز مطلقا قبل الموت وبعده وهذا ما ذهب اليه الحنابلة رحمهم الله عز وجل، وبه قال الإمام العلامة محمد صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ لأن الإنسان لا يملك جسده وهو ملك لله عز وجل، وعلى الإنسان ان يحافظ عليه من الضرر أو الهلاك، وقد يحصل في التبرع الوهن والعجز والكسل والتعب المستمر، ولقد جاءت الشريعة بحفظ الأنفس مما يضرها او قد يؤدي بها الى الموت ولا اعتبار للوصية ولا تنفذ لأنها ليست موافقة لما أراده الله عز وجل للنفس من حفظها ورعايتها وهي ليست تركة حتى توزع او تقسم على الأبناء ليتبرع كل منهم بما يريده من أعضاء الميت، واذا فعلوا ذلك فماذا سيبقى من الجسد؟
عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كسر عظم الميت ككسره حيا»، وزاد ابن ماجه، من حديث ام سلمة رضي الله عنها في الإثم. وفي هذا دليل ان الميت محترم ومحفوظ من العبث حتى بعد موته.
القول الثاني: الجواز مع شرط ان يكون الطبيب المشرف على التبرع بهذا العضو مسلما مشهودا له بالأمانة والصدق والثقة بأن هذا التبرع: مثال (الكلية) أنها لن تضر المتبرع وسوف تنفع الميت بإذن الله وبنسبة كبيرة جدا ولن يتأثر المتبرع بأعراض جانبية تعرضه للخطر او الموت ونقول كذلك بأنه لا اعتبار للوصية بالتبرع بالأعضاء بعد الموت لأنه لا يملكها وهي ملك لله عز وجل وليست ملكا له لكن عليه المحافظة عليها من الضرر بها من أذيتها او من قتلها، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا».
ولذا نقول فإن الإنسان يعاقب اذا ضر غيره فكيف اذا ضر نفسه فمن باب أولى بالعقوبة من الله عز وجل، قال الله تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) والله أعلى وأعلم.
الصدقة عند التوبة
ما حكم الصدقة عند التوبة من الذنب؟
٭ تستحب الصدقة عند التوبة، لما ثبت من فعل كعب بن مالك رضي الله عنه لما تخلف عن غزوة تبوك قال: «يا رسول الله وإن من توبتي أن أنخلع من مالي» ففي هذا دليل على استحباب الصدقة عند التوبة بما قدر عليه من المال، وهذه قد تكون من السنن المهجورة.
صلة الرحم
كيف تكون صلة الرحم في ظل جائحة فيروس كورونا مع مراعاة اشتراطات السلامة؟
٭ في ظل وجود هذا الفيروس الخطير يجب ان يكون التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي حفاظا على الأسرة والأولاد والأقارب، وذلك من أجل تطبيق ومراعاة الاشتراطات الصحية وسلامة الجميع من هذا الوباء الفتاك، وكذلك يجب ان نتذكر ان من نحبهم لا يجب علينا ألا نخالطهم حتى لا نفقدهم بنقل المرض إليهم وكذلك علينا بالالتزام بالتباعد الاجتماعي مع لبس الكمامات والقفازين مع غسل اليدين وتعقيمها وهذا يعتبر من بذل أسباب الوقاية من الإصابة.
نستطيع اليوم بفضل الله ان نتواصل مع الوالدين او ممن نريد من خلال الأجهزة والصور وهنا يتحقق شيء من المطلوب وهو الاطمئنان عليهم من خلال الشاشة والالتزام بالتعليمات واجب علينا جميعا حتى يتحقق المطلوب وهو السلامة للجميع ومن خلال التعاون مع الجهات الحكومية الأخرى كالصحة والداخلية، وذلك الناس اليوم يخافون او يحتاطون من الزيارات، فالكثير لا يرغب بها في ظل وجود هذا الفيروس فلا تتسبب في إحراج نفسك مع الآخرين في زياراتك لهم.