٭ عمر المختار أشهر مجاهدي طرابلس الغرب في حربهم مع المستعمرين الإيطاليين.
ولد في البطنان (ببرقة) وتعلم في الزاوية السنوسية بالجغبوب، وأقامه محمد المهدي الإدريسي شيخا على (زاوية القصور) بالجبل الأخضر بقرب المرج.
وسافر معه الى السودان سنة 1312هـ فأقيم بها شيخا لزاوية (كلك) الى سنة 1321هـ وعاد إلى برقة شيخا لزاوية القصور، فأقام الى ان احتل الايطاليون مدينة بنغازي سنة 1329هـ فكان في طليعة الناهضين للجهاد، وطالت الحرب، وتتابعت المعارك، ومنطقة المختار ثابتة منيعة.
وتهادن الايطاليون والطرابلسيون سنة 1340هـ ودب الخلاف في زعماء طرابلس وبرقة، وتجددت المعركة مع الايطاليين ونفض الادارسة يدهم منها، فتولى عمر قيادة (الجبل الأخضر) وتلاحقت به القبائل، واتفق الرؤساء على ان يكون القائد العام والرئيس الأعلى للمجاهدين، وهاجمتهم القوى الإيطالية فردوا هجومها، وغنموا منها آلات حربية ومؤنا غير قليلة.
وأشهر ما نشب من المعارك معركة (الرحيبة) و(عقيرة المطمورة) و(كرسة) وهي اسماء اماكن في الجبل الأخضر، نسبت إليها تلك الوقائع.
ويقول غراسياني القائد العام الإيطالي، في بيان له عن الوقائع التي نشبت بين جنوده وعمر المختار: إنها كانت 264 معركة في خلال عشرين شهرا، هذا عدا ما خاضه المختار من المعارك خلال عشرين سنة قبلها، وبينما هو في سرية من رجاله، نحو خمسين فارسا، بناحية (سلنطة) بالجبل الاخضر، يستكشف مواقع العدو، فوجئ بقوة ايطالية احاطت به، فقاتلها، واستشهد اكثر من معه، وأصيب بجراح، وقتل جواده، فانقض عليه بعض الجنود فأسروه، وهم لا يعرفون من هو.
ثم عرف وأرسل الى سوسة، ومنها اركب الطراد (اوسيني) الى بنغازي. وسجن اربعة ايام. وسئل عن أعماله فأجاب بالإيجاب، غير هياب، فقتل شنقا في مركز (سلوق) بنغازي. وممن رثاه الشاعران شوقي ومطران.
من كتاب: هل تعلم أن؟ ـ علاء العموش