قصر الحج على عدد محدود بسبب كورونا
ما حكم ما قامت به السلطات المختصة بقصر الحج على عدد محدود هذا العام بسبب جائحة كورونا؟
٭ بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فإن ما قامت به السعودية من إجراء لفتح أداء فريضة الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام للداخل فقط هو إجراء تشكر عليه، ونأخذ على يدها بهذا الإجراء وحتى لا تعطل الفريضة، ولما حدد للداخل فقط فهذا إجراء من أجل السلامة والوقاية وعدم انتشار الفيروس فيمن يريد أداء الحج، وكلنا يعلم لو فتح باب الحج على مصراعيه للجميع وجاءوا من كل فج عميق ومن كل الدول لحصلت كارثة صحية لا مثيل لها في التاريخ، على كل مسلم ومسلمة ان يقدم المصلحة العامة وهي حفظ الأرواح على المصلحة الخاصة وهي أداء فريضة الحج التي ممكن أن تؤدى في الأعوام المقبلة وبالتعاون مع الجهات المعنية هناك مع احتساب الأجر والثواب من الله عز وجل، قال الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى).
خلاصة القول: هذا الوباء منتشر في كل دول العالم بما فيها المملكة، فهناك نصوص توضح أننا لا نذهب الى أماكن الوباء ولا نخرج من أماكننا التي فيها الوباء حتى لا ننشره من حيث لا نعلم.
عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إذا سمعتم به بأرض، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه» متفق عليه.
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «إذا سمعتم الطاعون بأرض، فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض، وأنتم فيها، فلا تخرجوا منها» متفق عليه.
فالعالم كله يسمع ويرى بل ويعاني من فيروس كورونا القاتل والذي أصبحت الحياة بسببه شبه معطلة أو معطلة بالكامل فعلينا بالاتباع للنصوص الشرعية والتعاون من الجهات المختصة هناك فكلنا شركاء في حفظ الأرواح من خلال المكث والجلوس في منازلنا وأماكننا وقد ذكر: إمام الأئمة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، كلاما أورد فيه: إن اختلاط المرضى بالأصحاء قد يكون سببا في إصابتهم بالوباء والمرض.
قال ﷺ: «لا يورد ممرض على مصح» وقال صلى الله عليه وسلم: «فر من المجذوم فرارك من الأسد» فالأمراض التي جرت العادة بأنها تنتقل لا يخالط أهلها من باب قول الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وحتى يقضي الله أمرا كان مفعولا مع عدم الإصرار للذهاب بحجة أداء الفريضة قد يتساهل بهذا كثير من الناس لكن نتائجه وكلفته قد تكون عليهم باهظة الثمن وهو حصد الأرواح ونشر الوباء هناك، والله سبحانه وتعالى هو من أمر بالحج وهو الذي يعلم الأحوال والظروف وهو الغفور الرحيم وهو الذي يخفف عن عباده ولا يكلفهم فوق ما لا يطيقون قال الله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
دعواتنا لإخواننا الأشقاء في المملكة بالتوفيق والسداد والأمن والسلامة والنجاح في إجراءاتهم لحجاج بيت الله الحرام.
حفظ الله المملكة من كل سوء ومن كل بلاء ووباء وسائر بلاد المسلمين.