بيروت - بولين فاضل
لا تفكر ريتا حايك مرتين قبل أن تنتهي إلى القول بأن سر سعادتها اليوم يكمن في عائلتها الصغيرة، أي زوجها وطفلها، وهذه السعادة الواضحة المعالم على محياها تجعلها تتمنى شيئا وحيدا هو ديمومة الصحة لعائلتها كي تستمر لحظاتهم الجميلة معا.
تقول ريتا: لست من النوع المتطلب جدا ويكفيني أن أستمتع بأشياء بسيطة في الحياة، وبالتالي قناعتي هي أن السعادة خيار أو حالة نحن قادرون على خلقها، أعلم أن ما أقوله يكون صعبا حين يمر الإنسان بمتاعب صحية أو عند فقد عزيز، لكن كل حدا مصيبته على قده، ولكل قصصه، فأنا مثلا خسرت أحباء مقربين لكني صممت على استثمار ما حصل كي أخرج أكثر قوة وقدرة على الحب، خصوصا ان في الحياة أمورا يصعب تفسيرها أولها الموت.
وتحدثت ريتا حايك، أو أم جورج كما تحلو لها التسمية، بشغف عن أمومتها التي لقنتها أشياء وغيرت فيها أشياء، فهي اكتشفت طول أناة في شخصيتها لم تكن تدرك حجمها، كما اكتشفت جانبا هادئا في داخلها يوازي طبيعتها المجنونة، وتقول: جزء مني شرس حين يقتضي الموقف لكنه اليوم أكثر من مضاعف عندما يمس السوء أحد أفراد عائلتي.
أمر آخر اكتشفته هو ان طاقتي على الحب أكبر بكثير مما كنت أتصور، بإيجاز أشعر اليوم بأنني امرأة أكثر من أي مرحلة مضت.
وتؤكد ريتا أن مفهوم النجاح من منظارها كممثلة ليس هو نفسه قبل سنوات، فما تتوق إليه اليوم وتبحث عنه هو دور يشعل شيئا ما في داخلها ويتيح لها فرصة لقاء ناس جدد وعائلة جديدة والاستمتاع بالتالي بكل هذه اللحظات، وتضيف: ما عاد هدفي أن أثبت نفسي كممثلة أو أن أراكم أعمالا في رصيدي، بل صار الهدف ان أفرح بما أصنعه من أعمال وأوظف فيه ما تراكم لدي من خبرات وأحاسيس، لافتة إلى أن الممثل كالرياضي يجب أن يعمل على ذاته باستمرار وحين يأتيه جديد يوظف ما عرفه من تجارب الحياة لصالح الدور، فينضج أكثر الأداء عملا بعد عمل باعتبار الممثل طبقات من الأحاسيس التي لا تنتهي.
وعن مسلسل «من الآخر» الذي انتهت أخيرا من تصويره من إنتاج شركة الصباح للإنتاج والذي استثمرت فيه أحاسيسها الجديدة كأم، لاسيما انها تلعب دور «ياسمين» الزوجة والأم، تقول: ان الواقعية هي عنوان هذا العمل وقد تكون أحد مفاتيح نجاحه، إذ إن أحداثه واقعية بامتياز والقصة تنتمي إلى النوع الذي يمكن أن نعيشه في علاقاتنا وصراعاتنا اليومية ما يجعل كل مشاهد يتماهى مع شخصية من شخصيات العمل، مؤكدة أنها استمتعت بالمسلسل وما سبقه من تحضيرات سمتها الاحترام والحرفية مع شركة الصباح التي تتعاون معها للمرة الأولى.
وعن «ياسمين»، تقول: إنها امرأة تكافح كي تقف مجددا على رجليها وتعود امرأة عاملة بعد مشاكل شخصية وعائلية، وهو ما سيدخلها في صراعات ستثير جدلية بين الناس، وأثنت على الكيميا التي ولدت سريعا مع شريكها في المسلسل معتصم النهار الذي وصفته بالممثل الجدي والدقيق في عمله، كما نوهت باحترافية الممثلة سينتيا صموئيل التي جعلتها تستمتع بمشاهدها المشتركة.
وحول اعتذارها أحيانا كثيرة عن عروض تتلقاها، تقول ريتا: أعمال عدة عرضت علي واعتذرت عن عدم قبولها، وثمة صديقة لي تلومني على عدم إثارة مثل هذه الأمور عند الإعلام، وتقول لي «لو حدا غيرك كان عمل منها قصة»، وجوابي الدائم هو ان الدنيا قسمة ونصيب، وما ليس مقدرا لي هو ليس لي، وبالتالي لا أميل إلى الحديث عن مثل هذه الأمور وأعمل منها قصة، «عن جد ما فيني ومش أنا».