الذبح خارج البلاد
يتساءل كثير من الناس عن حكم دفع مبلغ من المال لشراء الأضحية وذبحها خارج البلد؟
٭ نقول وبالله التوفق ومنه نستمد السداد في الكلمة والقول إنه يجوز ولا مانع من ذلك، وبهذا يحصل فضل الأضحية وفضل الصدقة معا، وهذا ما ذهب إليه سماحة الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وعليه لا نحجر واسعا والأمر فيه سعة ولله الحمد والمنة، ولا يفوتني أن أذكر بوجود فيروس كورونا فلا تزاور ولا تبادل للحم ولا ولائم تؤكل، فمن أرسلها ناله أجر الأضحية والصدقة معا، ولاسيما أن الفقراء في شغف الى أكل اللحم وهم ينتظرونه بفارغ الصبر وهذا في وقتنا الحالي من النفع المتعدي والمتعدد، قال الله تعالى: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)، قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: أي لن يصل أو يصعد إليه منها شيء لا من لحومها ولا دماؤها، ولكن يصل إليه التقوى منكم وما أريد به وجهه تعالى.
حكم التزاور في ظل كورونا
اعتاد أهل الكويت في مناسبات الأعياد على التزاور والتواصل والدعوة الى وليمة العيد، فما حكم ذلك التزاور في ظل وجود فيروس كورونا؟
٭ نقول وبالله التوفيق وعليه المعتمد ونستمد منه سبحانه السداد والصواب في الكلمة والقول الجواب: هذا العيد الأضحى، أعني القادم بإذن الله، وعيد الفطر السابق لهما الحكم الخاص والظرف الخاص فيهما، فقد تكون زيارة الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء ضارة الى درجة أنها تؤدي الى مهلكة لكبار السن والصغار معا، قال الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، إن كان ولابد أن تكون الزيارة مقتصرة على الأسرة من الدرجة الأولى فقط مع الأخذ بوسائل الوقاية من التباعد ولبس الكمامات وتعقيم اليدين وغسلهما بالماء والصابون باستمرار، وقد يسد عن هذه الزيارات إذا غلبنا المصلحة العامة التواصل عبر وسائل التواصل المختلفة فيحصل المطلوب دون وقوع الضرر أو الإصابة والله أعلى وأعلم.
الاحتفال بالعيد
ما توجيهكم عن كيفية الاحتفال بعيد الأضحى المبارك مع أهمية التباعد الاجتماعي تجنبا لنشر المرض؟
٭ يجب إظهار الفرح والسرور مع لبس الجديد بهذه المناسبة السعيدة من صلاة العيد وذبح الأضاحى، قال الله تعالى: (فصل لربك وانحر) صلاة العيد ويوم النحر.
وشكر النعم على الأمن والأمان والسلامة والعافية وإظهار هذا الفرح في البيت مع الأسرة والأولاد من خلال التهنئة بعيد الأضحى المبارك مع توزيع العيادي وأكل الريوق مبكرا بعد صلاة العيد كما هو متعارف عليه وورثناه من الآباء والأجداد وتبادل أحاديث من شأنها أن تزيد من الفرح والمرح والسرور ولا ننسى بأن نعطي الخدم من العيادي ليشاركونا الفرحة وهم بيننا لنخفف عنهم غربتهم عن أهلهم وأولادهم، وكذلك علينا بالأخذ بالتباعد الاجتماعي ووسائل الوقاية من لبس الكمامات وتعقيم اليدين وغسلهما بالماء والصابون تجنبا لنشر المرض بين الناس، قال الإمام العلامة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى «ليس للعيد تهنئة معينة أو مخصوصة، فإن قال: تقبل الله منا ومنكم أو عيدكم مبارك حصل المطلوب من التهنئة».
العيد والجمعة
إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد الفطر أو يوم عيد الأضحى، فهل تجزئ صلاة العيد عن صلاة الجمعة؟
٭ بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فنقول وبالله التوفيق: نعم إذا صلى العيد مع الجماعة تجزئه عن صلاة الجمعة مع الجماعة في المسجد، لكن عليه أن يصليها ظهرا أربع ركعات فردا كان أو مع أولاده في بيته ولا تسقط عنه صلاة الظهر أبدا، وهذا ما قال به إمام الأمة سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى إن من صلى العيد ساغ له أن الجمعة ظهرا وكذلك قال به أيضا فقيه الأمة العلامة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى من صلى العيد جاز له صلاة الجمعة ظهرا.
الصلاة في البيت
هل يُشرع للنساء صلاة العيد في البيت؟
٭ نقول وبالله التوفيق وعليه المعتمد ونستمد منه سبحانه السداد والصواب في الكلمة والقول الجواب: يجوز للنساء الذهاب الى مصلى العيد مع الرجال لحديث أم عطية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم «أمر أن يخرج النساء العواتق والحيض وذوات الخدور يشهدن الخير ودعوة المسلمين»، ذهب كثير من أهل العلم أن صلاة العيد من فروض الكفاية اذا قام بها البعض سقطت عن البعض الآخر، وهي سنة مؤكدة لا تترك إلا بعذر مقبول، وقال بعض أهل العلم إنها فرض عين والصحيح والصواب والذي عليه أكثر أهل العلم وعملا بهذا أنها سُنة مؤكدة، أما صلاة العيد للنساء في البيت ليس هناك دليل من السنة يدل أن النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو في زمن الصحابة الكرام رضي الله عنهم قد صلين العيد في البيت بمفردهن، وهذا ما قال به فقيه الأمة العلامة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى، بالنسبة لصلاة العيد للنساء في البيت ليس فيه دليل من السنة. انتهى كلامه رحمه الله.
كورونا وذبح الأضاحي
ما حكم عدم ذبح الأضاحي لهذا العام بسبب فيروس كورونا وهل الصدقة بثمن الأضحية أي من المال على الفقراء يقوم مقام الأضحية؟
٭ بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد نقول وبالله التوفيق وعليه المعتمد ونستمد منه سبحانه السداد والصواب في الكلمة والقول الجواب: يجب أن نعلم أنه لا علاقة بذبح الأضاحي من عدمه بفيروس كورونا ولا رابط بينهما، والسؤال فيه تفصيل وقد تكلمت عنه في فتاوى سابقة، الأول: أن من أراد أن يضحي يشتري أضحيته ويذبحها في الداخل بين أهله وأولاده ويأكل منها ويُهدي ويتصدق منها.
الثاني: ولا بأس بدفع ثمن وقيمة شراء الأضحية وإرسالها في الخارج وذبحها هناك عند الفقراء والمحتاجين.
الثالث: وهو السؤال المطروح علينا يجب أن نميز بين الصدقة والأضحية، فالصدقة مشروعة طوال العام ولا تقتصر على المال فحسب، بل هناك صدقة الملابس والغذاء والدواء وطباعة المصاحف وبناء المساجد وكفالة الأيتام وغيرها كثير وبابها واسع، لكن أن توزع الأموال دنانير على الفقراء باليد على أنها تقوم مقام الأضحية الصحيح أنها لا تقوم مقام الأضحية، بل هي صدقة من الصدقات وليست أضحية من الأضاحي، وهذا ما قال به في القول الأول سماحة العلامة الشيخ صالح الفوزان، حفظه الله ونفع بعلمه.
السخط من «كورونا»
هل يجوز أن يسخط أو يتذمر الإنسان من فيروس كورونا؟
٭ لا يجوز للمسلم ان يسخط أو يتذمر على قضاء الله وقدره. قال الله تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) وعليه أن يسلم التسليم المطلق بالقبول له وبالرضى وبالصبر والاحتساب مع الدعاء بإزالة هذا الوباء.
قال الله تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) والتسليم للقضاء والقدر دليل على إيمان المرء بركن من اركان الإيمان الستة جاء. مـــن حديث جبريل عليه السلام الطويل: انه يســــأل والنبي عليه الصــلاة والسلام يجيبه فقال: أخبرني عن الإيمان؟
قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.
نعم قد يكون ظاهر الأمر شر ومرض وموت بعض الناس وقد يكون معه تعطيل للحياة. قال الله تعالى: (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور).
وهنا دليل ان الملك المطلق والتصرف المطلق بيد الله عزّ وجلّ ليضرب الله عزّ وجلّ للناس عامة المسلم وغير المسلم بأنه ما شاء الله عزّ وجلّ كان وما لم يشأ لم يكن، حين عجز العلماء والأطباء والمفكرون وحين تعطلت قدرة المال ايضا عن توفير علاج ودواء قال الله تعالى: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) ثم يجب ان نعلم ان خافي الامر لا يعلم ما فيه من خير الا الله عزّ وجلّ لأنه هو المتصرف بأحوال الناس وهو المدبر لأمورهم وهو وحده جل وعلا القادر على ازالة ذلك الفيروس، قال الله تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون).
الخلاصة: علينا بالإيمان التام بالقضاء والقدر وكذلك علينا العودة الى الله عزّ وجلّ بالتوبة والاستغفار ليعطينا المزيد قال الله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).
وكذلك علينا بشكر النعم حتى لا تزول كلها لأننا قد لا نكون ادينا حق شكرها وحمدها في السابق.
استغلال ظرف كورونا
هل يجوز رفع أسعار السلع أيا كان نوعها أو احتكارها ليرتفع سعرها خاصة في ظل وجود فيروس كورونا وبالأخص المواد التموينية او الغذائية وغيرها؟
٭ قال الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
لا يجوز زيادة الأسعار واستغلال ظروف الناس في هذه الفترة ومن يفعل ذلك فهو آثم بتعاونه مع أهل الباطل لزيادتهم في أسعار السلع وهو مستحق للعقوبة من الله عزّ وجلّ باستغلاله وجشعه وطمعه برفع وبزيادة الأسعار، وعلى التجار والشركات والمؤسسات أن يتقوا الله عزّ وجلّ.
عن معمر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام «لا يحتكر إلا خاطئ» رواه مسلم.
وإلا فعلى المختصين من المسؤولين برصد من يرفع الاسعار ثم معاقبته بما يستحقه من تسكير شركته او تجارته دون هوادة معه ليكون عبرة لغيره ولمن بعده ولا ننسى أن هناك من تعطلت مصالحهم ووظائفهم من العمالة وغيرها وهذا ما قال به العلامة الفقيه الشيخ محمد صالح العثيمين - رحمه الله.