نصمد أمام ما هو ثقيل، وثقيل جدا دون التأثر بالموقف محاولة منا بالتظاهر بالقوة والصبر، وأحيانا خوفا منا على من هو أمامنا كي لا ينهار أو تضعف عزيمته.
ونسقط أمام البسيط ونهوي، بالرغم من التفاوت الكبير بين الموقف الأول الثقيل والأخير البسيط، البسيط جدا. لا شك أن هذا البسيط جاء وأكمل مسيرة الأول الثقيل، قشة على ظهر بعير.
توجهنا أنا وزوجتي لإجراء عملية في أحد المستشفيات، ومن واجباتي بالطبع القيام بذلك وحين جاء وقت الدخول إلى غرفة العمليات رافقتها إلى الباب الذي يفصل غرف العمليات عن بقية العيادات، كون تلك المنطقة تحتاج إلى عناية فائقة وإجراءات احترازية عديدة.
تمالكت نفسي حتى لا تسقط دموعي أمامها حتى آخر لحظة حين أغلق الباب، لكن حين رجعت إلى الغرفة التي تركت فيها حاجياتها، وجدت حذاءها الأخضر الصغير، فلم أتمالك نفسي. صمدت أمام غرفة العمليات وقد أكون ظهرت بمنظر القاسي، وسقطت أمام ذلك الأخضر الصغير.
كم أنت عجيب أيها الإنسان، حين ظننت أنني تغلبت على الموقف الكبير، جاءني ما هو خارج عن حساباتي وأبكاني «حذاء»، بل شعرت بأنه ينتظرها، تركت الغرفة هاربا منه، لكن ظلت صورته في خيالي.