مهنة لا توجد في قاموسها الفوارق والاختلافات واللون والعرق أو الجنس والمذهب، وتجسد في ممتهنيها الإنسانية بمعناها الحرفي، حيث عرفت على أنها: مساعدة الفرد سواء كان مريضا أو سليما على الارتقاء بصحته، أو استعادتها في حالة المرض، أو مغادرة الحياة بسلام، وتوجت على رأس المهن السامية لارتباطها بصحة الإنسان، والمحافظة على حياته، وتخفيف معاناته وإحساسه بالألم. ويسمى كل من يمتهن تلك المهنة بملاك الرحمة، وذلك للدور الإنساني الذي يؤديه الممرض تجاه المريض بوفاء وإخلاص وعدم اختزال جهد في أداء دوره تجاهه والاهتمام به من كل الجوانب منها الطبية والنفسية والاجتماعية ويسانده ويتحمله حتى في أعلى درجات غضبه أو ألمه ويحافظ عليه حتى من إيذائه لنفسه.
في بعض الحالات عندما يصاب شخص ما بمرض وتكون حالته تحتاج لرعاية تفوق قدرات الأهل يودعه ذويه في المشفى أو دار الرعاية للاهتمام به فيصبح الممرضون والممرضات هم عائلته الجديدة أو الأخرى حيث يقومون بملازمته ومداواته والتخفيف عنه.
وتتمثل منهجية التمريض بالدور الذي يؤديه الممرض ويقدمه للمجتمع، وبالتزامن مع عصر الثورة العلمية والتكنولوجية في القطاع الصحي اتسع الدور الذي يؤديه الممرض ليمتد ويتشعب ويشمل عددا من الأدوار إلى جانب الرعاية الجسدية فشملت الرعاية الشاملة لأفراد المجتمع من خلال الرعاية الروحية والجسدية والاجتماعية، سواء كان ذلك خلال مرض الفرد أو صحته.
وقد شاهدنا جميعا الفيديو المتداول لممرض عربي يقوم بالتخفيف عن مرضاه بالغناء لهم وخلق جو من البهجة ليساعدهم على رفع الروح المعنوية ومواجهة المرض بقوة وإرادة ولم يكن هذا الملاك الإنساني وحده من فعل ذلك بل هناك كثيرون لم ترصدهم الكاميرات سواء في أقسام وزارة الصحة على وجه الخصوص قسم الرعاية التلطيفية أو دار الأيتام أو دور رعاية المسنين ورعاية المعاقين وأقسام التأهيل ورعاية اليوم الواحد التابعة للهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة ووزارة الشؤون ممن يراعون ويعتنون ويلاطفون نزلاءهم بحب وتفان، لا ينتظرون شكرا من أحدهم أو تقدير من آخر، أو كاميرا تجوب به العالم وتكشف عن إنسانيته وروحه الطيبة إلا الجزاء من رب زرع في قلوبهم المحبة والرحمة تجاه هؤلاء النزلاء والمرضى، فتحية سلام لملائكة الرحمة الذين ترفرف أجنحتهم فوق كل مريض ضعيف مد إليهم يد الحاجة فتلقفوها بحب وإقدام.
دونت كتب التاريخ بطولات بعضهم في أبرز صفحاته حروف الإنسانية بمعناها الحرفي، وألبستهم الحرفية المهنية تاج المهارة والإنسانية وكرمتهم الإنسانية العالمية بلقب ملائكة الرحمة قبلة على جبين كل ممرض وممرضة ضحى بوقته وراحته في سبيل راحة مريض يحتاج إليه شكرا جنود الإنسانية.
[email protected]