حر الصيف الشديد في الكويت وجائحة كوفيد-19 تسببا في بقاء الناس في بيوتهم والاعتماد على التسوق المنزلي، مما زادت الطلبات على الشراء من المطاعم والتي يقوم بتوصيلها موظفو شركات الطلبات على دراجات نارية صغيرة، أراهم كل يوم في الشوارع، متسائلا كيف يحتملون حر هذا الصيف وهم على الدراجة النارية، وأنا لا احتملها بالرغم من وجود تكييف في السيارة وتظليل للنوافذ؟
وبالرغم من وجود قانون القطاع الأهلي رقم 6 لسنة 2010 الذي يحظر العمل في الأماكن المكشوفة أثناء فترة الصيف، إلا انه يتم تجاهل هذا القانون وإجبار الموظفين على توصيل الطلبات بدراجات نارية، والجدير بالذكر أن الحرارة تكون أعلى نسبيا في الشوارع بسبب الحرارة المنبعثة من السيارات ومع ارتداء الموظفين للخوذ ستزيد الحرارة عليهم مما يجعل العديد منهم يصاب بالإغماء.
وحتى لو لم ينطبق عليهم القانون رقم 6 لسنة 2010، على الشركات تطبيق الأخلاقيات قبل تطبيق القوانين لحفظ حقوق الموظفين وحمايتهم، لا أن يتم استخدامهم بهذا الشكل الذي يسحق الإنسان ويسيء لسمعة الشركات أيضا، فالمسؤولية الأخلاقية يجب أن تسبق الأرباح والقوانين التي تنظم العمل.
عدة مغردين استنكروا هذا الأمر وسط غياب جهات عديدة يفترض أنها تبادر لحماية هؤلاء الموظفين، هؤلاء المساكين يخاطرون بحياتهم من أجل لقمة العيش لا نقابة عمال تدافع عنهم ولا جمعيات نفع عام تتحدث عنهم ولا نواب وحتى الاشتراكيون لدينا يناصرون الكويتيين فقط متجاهلين الجنسيات الأخرى.
يجب ألا يستغل البشر بهذا الشكل من اجل العمل، ويجب أن يكون هناك تكاتف من عدة جهات للحرص على عدم تكرار هذه الظاهرة. وإذا فشلت كل المحاولات يجب مقاطعة طلبات البيوت حتى يستجيب أصحاب الشركات ويغيروا طريقة عملهم ومعاملة الموظفين، حيث تتكرر هذه الظاهرة في كل صيف، ويجب إيقافها بأي طريقة وإلا قستصبح أمرا اعتيادا.
٭ آخر السطر: نعزي أهالي لبنان الشقيق بضحاياهم لما حصل لهم من فاجعة لا يستطيع أن الإنسان أن يعبر عنها لا بصور ولا كتابات، ومهما تعرض لبنان لأزمات وكوارث فسينهض مرة أخرى وسيساند المجتمع الدولي هذا البلد الجميل.
SaqerG@