ما الأورانيوم؟
الأورانيوم معدن تميز بخصائص عجيبة، لقد زود الانسان بالمفتاح الذي كشف له أسرار الطاقة الذرية الهائلة، وقد استخدمت اشعاعات الراديوم الطبيعية لتعطي نتائج مدهشة في حقول الطب والزراعة والصناعة والبيولوجيا.
ان قطعة من معدن الاورانيوم تبدو شديدة الشبه بقطعة من الفضة او الفولاذ، لكنها ثقيلة جدا بالنسبة الى حجمها، فقطعة اورانيوم بحجم قدم مكعبة أو (27 سم3) تزن حوالي نصف طن! فالأورانيوم اثقل العناصر التي عرفها الانسان في الطبيعة على الاطلاق.
للاورانيوم ميزتان غير عاديتان: الاولى هي الاشعاع الذري، وهذا يعني ان ذرة الاورانيوم تنشطر او تنقسم ببطء وتطلق الطاقة بشكل اشعاع، فبعض ذرات الاورانيوم قابلة للانشطار، اي انها يمكن ان تفجر وتنشطر الى شطرين، مطلقة اثناء انشطارها قدرا كبيرا من الطاقة، وقابلية الاورانيوم للانشطار هي في اساس معامل الطاقة الذرية والاسلحة الذرية.
من حيث التفاعلات الكيماوية، الاورانيوم معدن شديد الفعالية، فتعريض قطعة من الاورانيوم للهواء يجعلها في الحال تكون غطاء مسودا، هذا الغطاء هو مركب من الاورانيوم واوكسجين الهواء، كما ان الاورانيوم يكون مركبات عديدة مع عدد كبير من العناصر.
اغنى المناطق بفلزات الاورانيوم هي الكونغو (كنشاسا) وكندا والولايات المتحدة وروسيا.
الاورانيوم منتشر بمقادير صغيرة، لكنه لا يوجد في الطبيعة، بحالة صافية، واستخراج الاورانيوم من فلزاته عملية طويلة ومعقدة، المعامل تعالج مئات الاطنان من الفلزات في اليوم، لكن لا ينتج من الطن الواحد اكثر من عدد قليل من الكيلو غرامات.
تؤخذ الفلزات وتطحن ثم تفرش، بعد ذلك تعالج بأنواع مختلفة من المواد الكيماوية لاستخراج الشوائب، ثم يؤخذ المعدن ويعرض لعمليات تصفية وتكرير متعددة الى ان يتم الحصول على مادة لماعة شبيهة بالصلصال تسمى «الكعكة الصفراء»، هذا الشكل النقي من الاورانيوم ينبغي ان يتعرض لمزيد من التكرير، لأن نسبة قليلة من الاورانيوم الطبيعي قابلة للانشطار.
ان نصف كيلوغرام من الاورانيوم يحتوي قدرا من الطاقة يعادل ما يحويه المليون ونصف المليون من كيلو غرامات الفحم الحجري.
عندما تنشطر ذرات الاورانيوم مكونة ما يسمى بالتفاعل المتسلسل، تولد مقادير هائلة من الحرارة في المفاعل الذري، هذه الحرارة يمكن ان تدير محركا يسير مولدا كهربائيا جبارا.
من كتاب: غرائب الاختراعات والاكتشافات