إفراد صوم الجمعة أو السبت
وردت إلينا عدة أسئلة عن طريق جريدتكم الموقرة بخصوص شهر الله المحرم منها ما يلي: هل يجوز صيام يوم عاشوراء بمفرده أو إذا صادف الجمعة والسبت؟
٭ هذه المسائل فقهية بحتة، وهي خلافية بين أهل العلم في إفراد صوم يوم الجمعة أو يوم السبت، فمنهم من يرى جواز ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: إن صيام العاشر لوحده لا يُكره، وكذلك هو قول جمهور العلماء يقولون بجواز صوم يوم عاشوراء منفردا، وقد أجاز هذا فقيه الأمة العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى، والعلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله، ويقول: يجوز صيام المحرم كله أو أغلبه، وأفضل الشهر صوم يوم عاشوراء واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يكفر السنة التي مضت» ويرى الحنفية كراهية الصوم، وهذه الكراهية لا تصل إلى حد الحُرمة بل الكراهية فقط، وأما العلامة إمام أهل السُنة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى فيقول بعدم جواز إفراد صوم الجمعة أو السبت، ولو صامه فإنه لا يؤجر لمخالفته السُنة، وضرب مثالا فيمن يصوم الدهر بأنه قد خالف السنة، واستدل بحديث عبدالله بن يسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «لا تصوموا السبت إلا فيما افترض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليمضغه»، الخلاصة في المسألة: والذي نراه ونعمل به إن وافق أو صادف صوم يوم عاشوراء الجمعة أو السبت وافرد الصيام أو حتى صادف يوم عرفة أو كان يصوم يوما ويترك آخر، فهنا نقول بالجواز ولا حرج في ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم «أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم»، وقال صلى الله عليه وسلم: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» وإن صام يوما قبله أو بعده فهذا أفضل، وإن صام الثلاثة أيام قبله ثم عاشوراء وبعده يوم، فهذا أكمل وأضمن بإذن الله في حصول الأجر في صحيح حسبة دخول شهر محرم، والله أعلى وأعلم.
الزواج في شهر المحرم
يعتقد البعض أن الزواج في محرم شؤم؟
٭ هذا كلام باطل ولا أصل له لا من الكتاب ولا من السُنة ولا من هدي الصحابة الأخيار، بل زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها للصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أوائل شهر المحرم، لذا نقول وعليه المعتمد والسداد إنه لا يجوز التشاؤم من أيام الله عز وجل، لأن التشاؤم ما يقود إلى الشرك أو الإحداث في دين الله ما ليس منه من الابتداع والخرافات والروايات التي لا سند معها، فمن تمسك بالوحيين هدي وعصم ووقي وكفي من هذه البدع المحدثة.