بقلم:تركي حمود الحصم
تسبب الانفجار الضخم بمرفأ بيروت في موجة واسعة من الخوف بين اللبنانيين خاصة وسكان العالم بصورة عامة، لأن الانفجار هز أرجاء بيروت وطالت أضراره جميع المباني والمحلات والسيارات، وقد قدر خبراء الأسلحة الأميركية القوة التفجيرية للانفجار بأنه أكبر بمرتين على الأقل من القنبلة الملقبة بأم القنابل وهي أقوى سلاح غير نووي، فمهما تصورنا ما حدث لسكان بيروت من ذعر فإننا لا نستطيع تقدير تلك اللحظات التي يفقد فيها المواطن أهم عناصر الحياة وهي الأمن.
لذلك يجب علينا تأمين جميع المنشآت الاستراتيجية والحيوية، ومنها الموانئ البحرية والمعسكرات باعتبارها من المنشآت الهامة التي تقدم خدمات متعددة للدولة ويؤثر نشاطها على استقرار الحياة الاقتصادية والسياسية داخل البلاد، وهنا يأتي دور المسؤولية الأمنية داخلها من حيث أولا الإشراف والمتابعة والإبلاغ عن الحوادث الجسيمة الماسة بأمن البلاد، وثانيا التنفيذ من حيث تطبيق القواعد الأمنية التي تحقق الأمن بتأمين تلك المناطق الهامة بوضع خطط تأمينية تختلف عن أي منشأة أخرى.
فالموانئ والمطارات تستقبل جميع السلع التي تحتاجها الدولة سواء غذائية أو استهلاكية أو صناعية وكذلك معظم التجهيزات والأدوات، مما يجعلها معرضة لأي مخاطر ممنوع تداولها قانونا، وكذلك المنشآت العسكرية التي تحتوي على أنواع من المتفجرات والأسلحة والقذائف الحربية التي تجعل منها خطرا شديدا إذا كانت قريبة من مناطق السكن الخاصة بالأفراد أو في منطقة مأهولة بالسكان، وهو ما أثير بالفعل داخل الكويت بتواجد بعض المنشآت العسكرية قرب منطقة الواحة «الجهراء»، مما يجعلنا أمام خطة إجبارية لإعادة التقييم الأمني لتلك المنشآت العسكرية وليست هي فقط بل جميع المنشآت التي قد ينجم عنها أي مخاطر كبيرة، وذلك بإعادة تقييم الخطط التأمينية للمنشآت والأفراد من جميع الجوانب سواء كانت أخطار طبيعية والتي لا دخل لإرادة الأفراد فيها كالفيضانات والعواصف والزلازل والحرائق، أو بشرية وهي التي يكون للأفراد دور فيها وتهدد أمن المنشأة مضافا إليها الأفعال غير العمدية كالإهمال وعدم الاحتياط أو حتى القيام بأعمال تخريبية كالإرهاب، مع الاهتمام بإبعادها عن المناطق السكنية بمسافة كافية.
خلاصة القول: يجب علينا تعلم الدرس مما حدث في بيروت، فلن نستطيع تحمل الخسائر المهولة التي حدثت، سواء كانت مادية أو حتى بشرية في الأرواح والمصابين وما يتبع ذلك من آلام.
ودعاؤنا دائما أن يحفظ الله شعوبنا وبلادنا الكويت ويسكن فيها الأمن والأمان.
[email protected]