قرر زعماء الاتحاد الاوروبي امس، فرض عقوبات على عدد كبير من الافراد المسؤولين عن اعمال العنف والقمع وتزوير نتائج الانتخابات في بيلاروسيا.
وقال رئيس المجلس الأوروبي تشالز ميشيل في بيان بعد مؤتمر عقده زعماء الاتحاد عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة لمناقشة الوضع في بيلاروسيا عقب الانتخابات الرئاسية التي اجريت في التاسع من الشهر الجاري «يجب تجنب العنف والافراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين بشكل غير قانوني».
ودعا ميشيل السلطات البيلاروسية الى ايجاد طريقة للخروج من الازمة من خلال انهاء العنف وخفض التصعيد واجراء حوار وطني شامل.
من جانبها، اعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل امس، ان الاتحاد الاوروبي لا يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا.
وقالت المستشارة الألمانية في تصريح خلال المؤتمر «الانتخابات في بيلاروسيا لم تجر لا بطريقة شفافة ولا نزيهة، الامر الذي عزز شكوكنا بأنها شهدت مخالفات كبيرة ودفعنا لعدم الاعتراف بنتائجها».
وأضافت «ندين بشدة استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين ونطالب بإطلاق سراح الموقوفين بشكل فوري وبالعودة الى الحوار المجتمعي في بيلاروسيا».
وكانت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا دعت امس، الأوروبيين إلى رفض نتائج الانتخابات الرئاسية «المزورة».
وقالت تيخانوفسكايا باللغة الانجليزية في تسجيل فيديو موجه إلى مجلس أوروبا «أطلب منكم عدم الاعتراف بهذه الانتخابات المزورة». وأضافت أن «لوكاشينكو فقد كل شرعية في نظر أمتنا والعالم».
وتابعت أن «الناس الذين ذهبوا للدفاع عن أصواتهم في شوارع مدنهم في كل أنحاء بيلاروسيا تعرضوا للضرب المبرح وأدخلوا السجن وتعرضوا للتعذيب من قبل نظام يتمسك بيأس بالسلطة».
وغيرت سفيتلانا تيخانوفسكايا استاذة اللغة الانجليزية التي لا تملك خبرة سياسية، الحملة الرئاسية حين جمعت أعدادا غير مسبوقة من الحشود في تجمعاتها الانتخابية وعبر حصولها على دعم معارضين آخرين. وأعلنت فوزها ونددت بحصول عمليات تزوير.
وكانت قد حلت مكان زوجها سيرغي المدون الذي أوقف في مايو بعدما أعلن ترشيحه ضد الكسندر لوكاشينكو ويواجه خصوصا تهمة «الاخلال بالامن العام» مع عقوبة سجن تصل الى عدة سنوات.
في المقابل، أمر الرئيس لوكاشينكو امس، الحكومة بالتصدي للاضطرابات في البلاد وتعزيز حماية الحدود، في اليوم الحادي عشر لتظاهرات المعارضة.
وأعلن لوكاشينكو إثر اجتماع لمجلس الأمن القومي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية بيلتا «يجب ألا تحصل أي اضطرابات إضافية في مينسك. الناس تعبوا ويطلبون السلام والهدوء».
وكتب قادة پولندا وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا والمجر في بيان مشترك «ندعو سلطات بيلاروسيا إلى تمهيد الطريق لحل سياسي واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، مع الامتناع عن اللجوء إلى العنف ضد المتظاهرين السلميين». كما أعرب الرؤساء عن دعمهم لحق البيلاروسيين في «انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وديموقراطية».