دمشق - هدى العبود
أكدت الفنانة السورية ريم عبدالعزيز لـ«الأنباء» ن «الدراما السورية تمرض ولكنها لن تموت بسبب الظروف التي مرت والتي كانت سببا قاهرا لتراجعها قليلا، لكنها مازالت محافظة على أساساتها.
وعن مشاركتها في سلسلة «باب الحارة» بعد مواقفها السلبية ضده قالت:
فعلا سبق وان هاجمت مضمون أحداث الأجزاء السابقة التي قدمت المرأة السورية بشكل متخلف وغير لائق لأن هذا غير صحيح اطلاقا، وعندما وقعت العقد من خلال الجزء العاشر بدأ الكاتب بتوثيق الحقيقة التي أغفلت خلال أجراء سابقة وجميعنا يعلم أن المرأة السورية دخلت البرلمان منذ عام 1920 ودرست الطب وتخرجت من كبرى جامعات فرنسا وكانت جامعة دمشق ترفد سنويا المجتمع السوري بالطبيبات والحقوقيات والمتخصصات بالتربية النفسية والتربوية والرياضيات والكيمياء ولن أزيد لأن المرأة السورية عملت بكل مجالات الحياة حتى قبل استقلال سورية عام 1946، لذلك فإن من خط لها هذا الدور لابد من معاقبته لأنهم اخطأوا بحقها.
ماذا عن مضمون بطولتك من خلال الجزأين؟
٭ عندما قرأت النص أعجبت بتجسيد دور صاحب القهوة وزوجته في الحارة فهذه العائلة لم تنجب سوى فتاة قمنا بتعليمها إلى ان أصبحت مدرسة ووثقنا بها ولم نفرض عليها طريقة حياتها كالمعتاد في تلك الأحياء الدمشقية العتيقة، فأحبت احد أبناء زعماء الحي، ولم نتدخل، كما ان المشاكل التي كنا نواجهها كنا نناقشها بطريقة حضارية.
ماذا عن مضمون الأجزاء الجديدة؟
٭ يبدأ العمل بأحداث سياسية عاشتها سورية سنة 1945 عندما طلبت سورية رحيل المستعمر الفرنسي عن أراضيها كما يستمر البحث عن قاتل ابن زعيم الحارة ويجسد الدور الفنان نجاح سفكوني كما تطرق العمل الى معالجة الأوضاع الاجتماعية والهجرة الوافدة إلى مدينة دمشق نتيجة الحرب وهنا نشاهد الكاتب والمخرج كيف عالجوا التفاوت الطبقي نظرا لهجرة المئات من العائلات الحلبية وبقية المحافظات إلى دمشق باختصار حكايا مثيرة وشيقة وتاريخية وموثقة أبدع المخرج محمد زهير رجب والكاتب قاووق في توصيفها، وقبل أن اختم حديثي عن باب الحارة من شاهد الأفلام السينمائية والمسلسلات في ستينيات القرن الماضي يشاهد اللباس الأنيق الجميل للسيدات السوريات فهن سافرات وبعضهن يرتدين «اشارب» عادي وعلينا ان نكون واضحين بان الشعب السوري شعب وسطي وكان يحكم بالثقافة والوعي ولم يكن كما صور ببدايات الأجزاء من باب الحارة».
ماذا عن دورك بمسلسل «بعد عدة سنوات»؟
٭ العمل يحاكي وضع العائلات السورية بدءا من ثمانينيات القرن الماضي حتى يومنا هذا، بمعنى العمل يقدم حياة ثلاثة أجيال تبدأ مع الأحداث مع الصحافية رنا التي كانت في طريق عودتها إلى منزلها لكن القذائف والاشتباكات منعتها من الوصول ومن شدة الخوف آثرت أن تطرق أحد أبواب المنازل هربا من القصف، وتكون ضيفة على عائلة مكونة من أبوين وخمسة أبناء لكنها تدخل غرفة الشاب معروف الذي يسرد لها قصة عائلته ويعود معها بالزمن إلى الوراء وتبدأ الحكاية، ومضمون ما سأقدمه بطولة من خلال شخصية سلوى لديها ثلاثة أبناء، أبنتان وشاب، وعندما يصبحون في سن الشباب تبدأ المشاكل نظرا لاختلاف توجهاتهم الفكرية وتطلعاتهم خاصة وان الفتاة كانت وصولية، باختصار عمل اجتماعي درامي لطيف من إخراج عبد الغني بلاط ومن تأليف الكاتب سامي جنيد ومن ابرز الفنانين ديمة قندلفت وسعد مينا وعلي كريم وميلاد يوسف ورنا العضم ومحمد حداقي وعلا باشا وروبين عيسى وآخرين.
حدثينا عن «عشاريات الجبل»؟
٭ «العشاريات» عبارة عن جزأين من إخراج ظهير غريبة ومن تأليف زكي مارديني، الأولى بعنوان «أوهام» أجسد دور مديرة مشروع تتورط بالاختلاسات، والثانية بعنوان «اختفاء» والعمل عبارة عن دراما بوليسية اجتماعية فيها نوع من التشويق والإثارة وإسقاط على ما نشاهده من فساد.
وماذا عن السينما؟
٭ قدمت للمؤسسة العامة للسينما مشروع إخراجي لفيلمين سينمائيين «فيلم قصير وآخر طويل» وأنا سعيدة جدا لأنني سأعطي الفرصة للفنانين الجدد لأنهم عجينة مطواعة في يد المخرج وعندما نكون في الاجتماعات أناشد المعنيين بأن هذه الشريحة التي تخرجت بحاجة لفرصة من اجل أن نرفد الحياة الفنية السورية، وقلتها سابقا ولا أزال أقولها «الشللية تقتل الفن» لأننا في سورية مع الأسف تعتمد شركات الإنتاج على عشرة فنانين «قوالب جاهزة» والباقي ينتظر، وهذا ظلم ولا يصنع فنا.
وما رأيك في «الدبلجة»؟
٭ الدبلجة فن راق يسوق للعالم بلغات متعددة وهنا تبرز قدرة الفنان وتقييمه من قبل أصحاب شركات الدبلجة والمختصين، وللعلم أهم نجوم العالم مارسوا هذا الفن الراقي سواء من خلال الأفلام الكرتونية أو المسلسلات الدرامية.
وحاليا أدبلج مسلسل هندي بعنوان «العدو الحبيب» من إنتاج شركة يوني كورن أم بي سي بوليوود وإشراف إيهاب حداقي حيث جسدت شخصية البطلة «سافيتري» وأنا كفنانة اعتبره إذاعة مرئية، كما أنني أتمنى على السوريين القيمين على هذا الفن الإذاعي المرئي بأن يكون لديهم طريقة كتابة السيناريو والظروف الإنتاجية التي تحقق التقدم للفن السوري، كما أتمنى أن يكون هناك نص سوري للدبلجة فنحن أوصلنا الدبلجة إلى العالم من خلال أصواتنا ولغتنا العربية السليمة التي لقيت ارتياحا كبيرا سواء من المشاهدين أو من قبل القيمين على شركات الإنتاج العالمية للدبلجة.