أجرت القوات العسكرية الروسية ـ التركية تدريبات مشتركة في بلدة الترنبة في ريف أدلب، لأول مرة بين البلدين، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عسكريين من روسيا وتركيا نفذوا أمس الأول، مناورات مشتركة. وقالت إنهم «تدربوا فيها على استهداف الجماعات المسلحة». وقال مدير «مركز حميميم للمصالحة» في سورية، اللواء ألكسندر غرينكيفيتش، بحسب وكالة «تاس» ان عناصر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية والقوات المسلحة التركية، تدربوا على استهداف الجماعات التي ترفض المصالحة.
ولم تحدد روسيا اسم «الجماعات المسلحة» المعنية بهذه التدريبات العسكرية والمراد التصدي لها، لكنها إشارة إلى بعض الجماعات المتطرفة، وخاصة تنظيم «حراس الدين»، الذي رفض اتفاق وقف اطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا في مارس الماضي، وينص على وقف إطلاق النار، وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي حلب - اللاذقية (M4).
وشمل التدريب، بحسب المسؤول الروسي، عمليات الاستهداف الناري المشترك للجماعات التخريبية التابعة للعصابات المسلحة التي ترفض المصالحة، وسحب المعدات العسكرية المتضررة وتقديم المساعدة الطبية للمصابين.
في سياق آخر، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلهام أحمد الرئيس المشترك لما يسمى «مجلس سوريا الديموقراطية» (مسد) الذي يسيطر عليه الأكراد، وقدري جميل الأمين العام لحزب «الإرادة الشعبية» المحسوب على معارضة الداخل، بعد توقيع اتفاقية مشتركة بينهما برعاية روسية، وهو ما اثار حفيظة أنقرة التي تعتبر «مسد» امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف ارهابيا.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية، فإن لافروف أعلن استعداد بلاده لـ «مواصلة تعزيز حوار شامل وبناء بين السوريين (…) وتهيئة الظروف للتعايش المتناغم والتنمية لجميع المكونات العرقية والدينية في المجتمع السوري».
ونص الاتفاق على أن دستور سوريا ديموقراطي يحقق صيغة متطورة لعلاقة بين اللامركزية، التي تضمن ممارسة الشعب لسلطته المباشرة في المناطق، وتحقق الاكتفاء الذاتي والتوزيع العادل للثروات والتنمية في عموم البلاد، وبين المركزية في الشؤون السياسية الخارجية والدفاع والاقتصاد. واعتبرت مذكرة التفاهم أن الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سورية التي اعلنها الأكراد من جهة واحدة، ضرورة موضوعية وحاجة مجتمعية متعلقة بظروف البلد، وحاجات المنطقة التي أنتجتها الأزمة بحسب الاتفاقية.
من جهتها، أعربت تركيا عن قلقها من الاتفاقية، ومن استقبال مسؤولين روس رفيعي المستوى وفد «مسد» في موسكو. واعتبرت الخارجية في بيان لها أن البيانات المشتركة الصادرة عن مسار «أستانة» مع روسيا وإيران، تعهدت بمكافحة جميع أشكال الإرهاب والتصدي للأجندات الانفصالية التي تهدد وحدة الأراضي السورية.
كما ذكرت الخارجية التركية ببيان الضامنين في مسار «أستانة» باجتماعهم الأخير، الذي عقد في جنيف الأسبوع الماضي، باعتراضهم المشترك ضد الأجندات الانفصالية للكيانات غير الشرعية.