- لا حلّ عسكرياً للأزمة السورية.. ونقف مع السعودية في كل الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها
ترأس وزير الخارجية ووزير الدفاع بالإنابة الشيخ د.أحمد ناصر المحمد وفد الكويت المشارك في أعمال الدورة الـ 154 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التي عقدت عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع.
وألقى الشيخ د.أحمد الناصر كلمة في الاجتماع قال فيها «أود في هذه المناسبة التقدم بجزيل الشكر والامتنان للإخوة الأشقاء على ما لمسناه من مشاعر صادقة تجاه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، سائلين المولى عز وجل أن يعجل بشفائه وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية ليعود إلى أرض الوطن قريبا لمواصلة قيادته الحكيمة لمسيرة البناء والتقدم».
وأعرب عن خالص التعازي وبالغ المواساة للشعب اللبناني الشقيق وكل أسر الضحايا الأبرياء جراء التفجيرين المروّعين اللذين وقعا في مرفأ بيروت، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وأن يمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل وأن يحفظ الجمهورية اللبنانية الشقيقة من كل مكروه.
كما نقل صادق تعازي الكويت أميرا وحكومة وشعبا بالأرواح التي راحت جراء الفيضانات والسيول التي تضرب جمهورية السودان الشقيق، معربا عن تعاطف ودعم الكويت للشعب الشقيق.
وقال الشيخ د.أحمد الناصر ان هذا الاجتماع يأتي في ظل استمرار الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة تفشي فيروس «كوفيد ـ 19» والتي لم تسلم من آثارها أي دولة من دول العالم وأصبحت تمثل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار الدول وبات معها التعاون والتنسيق بين الدول العربية ودول العالم أمرا ضروريا وملحّا لمواجهة تداعياتها والحدّ من آثارها.
وأشار الى ان الكويت شاركت ضمن الجهود الدولية في حشد الموارد والطاقات لمواجهة هذا الوباء وتداعياته وعملت إلى جانب المجتمع الدولي لمواجهة خطر هذا الفيروس والتخفيف من أعبائه، حيث وجه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتقديم مساهمة بقيمة 100 مليون دولار خصص جزء منها لدعم الدول العربية في مواجهة هذه الجائحة بالإضافة إلى دعم منظمة الصحة العالمية والمراكز البحثية في مختلف أنحاء العالم للتسريع في اكتشاف لقاح لهذا الفيروس.
وشدد على موقف الكويت المبدئي والثابت في دعم خيارات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، مجددا الدعوة للمجتمع الدولي إلى النظر بجدية واهتمام نحو خيار العرب للسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي ممثلا في مبادرة السلام العربية من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل ينهي الصراع العربي ـ الإسرائيلي ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني بدءا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة ووصولا لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وبالأخص القرارات 242 و338 و2334 وغيرها من القرارات الدولية ذات الصلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واضاف: وفي هذا الصدد فقد تابعنا باهتمام ما تطرق اليه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، مؤكدين على استمرار دعم الكويت للوكالة في تقديمها لمساعداتها البناءة في دعم الشعب الفلسطيني وتخفيف المعاناة عنه.
وتابع: أما فيما يتعلق بالأزمة السورية ودخولها العام العاشر وما شهدته من مآس إنسانية غير مسبوقة عانى منها الشعب السوري ومازال وتحول سورية الى ساحة نزاع تتبارز فيها الأطراف الخارجية على حساب الشعب السوري، مؤكدين هنا على موقفنا الثابت بأنّه لا حل عسكريا للأزمة السورية وأن الحل الوحيد من خلال التسوية السياسية وفقا للقرار 2245 وبيان جنيف لعام 2012.
وقال الشيخ أحمد الناصر ان استمرار الأزمة في اليمن لا زال يهدد الأمن في العالم العربي، حيث إن استقرار اليمن من استقرار الدول العربية، مجددا التأكيد أن الحل الوحيد للأزمة هو الحل السياسي المبني على المرجعيات الأساسية الثلاث المعتمدة والمتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبالأخص القرار 2216 والالتزام باتفاق ستوكهولم.
وأكد في هذا الصدد دعم كل الجهود التي يقوم بها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لاستئناف المشاورات والحوار السياسي والتوصل إلى تسوية تنهي الازمة بين الفرقاء وتلبي تطلعات الشعب اليمني الشقيق، داعيا كل الأطراف إلى الموافقة على المقترحات التي تم التوصل إليها.
ورحب في الوقت ذاته بجهود المملكة العربية السعودية لإعادة تفعيل اتفاق الرياض مجددا إدانة الكويت واستنكارها لكل الاعتداءات والهجمات التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وأكد وزير الخارجية الشيخ د.أحمد الناصر على وقوف الكويت مع المملكة العربية السعودية في كل الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها.
على صعيد متصل، قال الشيخ د.أحمد الناصر ان الكويت يؤلمها ما تشهده ليبيا الشقيقة، مضيفا «وعليه فإننا ندعو ونناشد الأطراف المعنية لتغليب المصلحة الوطنية ونبذ العنف والاحتكام إلى الحوار السلمي كسبيل لحل الأزمة القائمة، كما تؤكد الكويت دعمها لكل الجهود الدولية الرامية لحقن دماء اشقائنا في ليبيا ووقف الاقتتال وإرساء السلام والاستقرار في ليبيا الشقيقة».
ودعا الى أهمية الالتزام بمخرجات المؤتمرات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة وبالأخص قرار 2310، مرحبا بالإعلان الصادر عن رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الليبية فايز السراج ورئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح بالوقف الفوري لإطلاق النار وكل العمليات العسكرية في عموم الأراضي الليبية.
كما رحب في الوقت ذاته بالمبادرة التي أطلقها رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة الرئيس عبدالفتاح السيسي الداعية لوقف اطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي شامل، معربا عن بالغ الارتياح للتوافق الذي تم في المفاوضات الجارية حاليا بين الاخوة الليبيين برعاية المملكة المغربية الشقيقة «آملين أن تسهم في تحقيق ما نصبو إليه جميعا من أمن واستقرار وسيادة ليبيا الشقيقة».
كما رحب باتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه بين حكومة جمهورية السودان والجبهة الثورية حول دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بجهود ووساطة مقدرة من جمهورية جنوب السودان.
واكد الشيخ أحمد الناصر في ختام كلمته على مساندة ودعم الكويت للسودان الشقيق في المرحلة الانتقالية القادمة، معربا عن امله في ان يتلقى السودان مساندة عربية ودولية تعزز مسيرة السلام والامن في جميع ربوعه حتى تتحقق التنمية التي يتطلع اليها أبناء الشعب السوداني الشقيق.