الأكاديمية العسكرية في وست بوينت 1802 نيويوركيعزو تاريخ أصل النقطة الغربية للأكاديمية العسكرية إلى الحرب الثورية، عندما ادرك المستعمرون أهمية نهر هدسون، خاصة الانحراف الذي يظهر على شكل S على طول الضفة في المنطقة المعروفة بالوست بوينت.
من اجل السيطرة على الشريان الأساسي الذي يربط نيو انجلند بالمستعمرات الأخرى، احتل الجنرال جورج واشنطن الأرض العليا، حيث توحد انحناءة النهر على شكل S سنة 1778 ثم عزز واشنطن المدينة في تلك السنة وفي سنة 1779 أسس مركز القيادة هناك.
كما أدرك الجنرال واشنطن، خلال الحرب أن الجهد الصاخب والمتعجل لتدريب وتجهيز المدنيين في كل مرة يحدث فيها صراع، لا يستطيع أن يضمن حرية أميركا.
فالبلاد كانت بحاجة إلى جنود محترفين، لهذا، ناقش في نهاية الحرب سنة 1783 مسألة إيجاد معهد مكرس حصريا للفنون العسكرية الذي خلفه النصر لم تتخذ أي إجراءات مباشرة.
فواشنطن أتى كرئيس وذهب 1789 - 1797 كما فعل جون آدمز 1797 - 1801 ولم تتخذ أي إجراءات، حتى انتخاب الرئيس جيفرسون توماس الذي وقع تشريعا سنة 1802 لتأسيس الأكاديمية العسكرية للولايات المتحدة في وست بوينت، نيويورك مع عشرة تلاميذ ضباط عسكريين فقط افتتحت الاكاديمية أبوابها في يوم الاستقلال بتلك السنة.
اندلعت الحرب ثانية، اسرع من المتوقع، اعادت حرب سنة 1812 التركيز على الحاجة الماسة البائسة لتدريب ضباط. وفي عهد الرئيس جايمس ماديسون، ارتفع عدد التلاميذ الضباط الى 250 تلميذا، وتطور منهاج الدراسة ليشمل مواد مقررة عن العلوم العامة والهندسة.
كانت الأكاديمية تستعد للحرب الأهلية والصراع سنة 1861، لكن من المحزن وبسخرية لاذعة، الضباط أنفسهم الذين كانوا قد تدربوا بدقة وإتقان في وست بوينت للدفاع عن بلدهم، اميركا، وجدوا انفسهم يحاربون ضد بعضهم البعض، خلال الحرب الاهلية، ومتخرجو وست بوينت - غرانت، شيرمان، شريدان، ميد، لي، جاكسون وجيفرسون دافيس، سيطروا على جانبي القتال.
وفي الواقع، من أصل ستين معركة رئيسية لكلا الجانبين شهدت وست بوينت خمسا وخمسين منها، ومع ان الحرب كانت مأساة للبلد بشكل عام لكنها كانت صدمة جارحة للأكاديمية العسكرية بشكل خاص.
من كتاب: قصة العادات والتقاليد وأصل الأشياء ـ تشارلز باناتي