عندما يفقد الإنسان والده يشعر بذلك الفراغ الذي يملأه صدى الحزن، وقد فجعنا بالأمس ونحن نشاهد خطاب الديوان الأميري وهو ينعى خبر وفاة والدنا الشيخ صباح الأحمد بعد مسيرة قيادية تركت أثرا كبيرا في قلوبنا.
لم تفقد الكويت شيخها وأميرها فحسب، بل فقد العالم قائد الإنسانية وشيخ الديبلوماسية وأمير الحكمة الذي كان يسعى لجعل الكويت دار محبة وسلام، وسعى لحل الخلاف الخليجي متنقلا بين الدول لتهدئة النفوس وإيجاد حل وسط كقائد حكيم ذي بصيرة.
ولم تكن جهوده مقصورة على الكويت والخليج العربي، بل امتدت إلى دول العالم بمد يد الخير عن طريق المساعدات الخيرية التي كانت تسابق الدول للإغاثة، مما جعل اسم الكويت يرتبط بالخير والسلام.
كان مثالا للحكمة والسلام في تعامله مع الأزمات، فبالرغم من الأوضاع الصعبة التي عشناها، إلا أنه أدار دفة السفينة نحو بر الأمان.
والدنا الراحل صباح كان قريبا من الشعب يشاركهم أفراحهم وأحزانهم بزيارتهم شخصيا، فكان قريبا منهم يعلم ما يفرحهم وما يحزنهم. فلن ننسى عندما خاطر بحياته ودخل إلى مسجد الصادق بعد الهجوم الإرهابي ليطمئن على المواطنين وقال «هذولا عيالي» تلك العبارة التي أصبحت رمزا للأبوة الصادقة تجاه الكويتيين.
والدنا وأميرنا صباح تركنا بالأمس وصباحنا اليوم لن يعود صباحا بدونك، فمقدار محبتك كأب وكقائد تعجز الكلمات أن تعبر عنه، ستكون بطل القصص التي سنقصها على أولادنا وسنعلمهم دروس الحكمة والإنسانية التي كنا نستلهمها من مواقفك النبيلة وحكمتك الديبلوماسية وخطاباتك المؤثرة في قلوبنا.
SaqerG@