بقلم: تركي حمود الحصم
لعل من أصعب اللحظات على أي إنسان أن يفقد غاليا على قلبه، فكيف إذا كان هذا الفقيد رمزا ومثلا في نفسه وعقله.
نعم فهذا الشعور تجسد عند جميع أبناء الكويت عند سماعهم نبأ وفاة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله وأدخله فسيح جناته.
كان يوما حزينا اجتمعت فيه مشاعر الألم الذي اعتصر قلوبنا جميعا، ولا نبالغ إذا قلنا إن الألم كان السمة الغالبة حتى على الكثيرين من الشعوب العربية والإسلامية لما يكنونه من حب واحترام وود لفقيد الكويت والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع بما قدمه المغفور له، بإذن الله تعالى، من مبادرات إنسانية متعددة طالت جميع المحتاجين والمعوزين في معظم مناطق الكوارث والأزمات على اختلافها من دون أي تمييز ومن منطلق إنساني بحت، نابع من قلب كبير لأمير الإنسانية الذي وضع نصب عينيه مساعدة المنكوبين، فكان البلسم والدواء لآلامهم تخفيف معاناتهم.
وإن كان الوداع صعبا، غير أن الذكرى الباقية والراسخة في العقول والقلوب فيها تخفيف من هذه الصعوبة والألم، فكم من مكان وصلت إليه أيادي سموه البيضاء ومعونات الكويت وأهلها، وكم من ساحة خاضها رحمه الله بسياسته الحكيمة مشهرا سيف الديبلوماسية والحوار الإيجابي، جمع الفرقاء من الأشقاء والأصدقاء ودعا لحل المشكلات بالطرق الودية بعيدا عن التشدد والتعصب فسجل تاريخا ناصعا بالنزاهة والمشاعر الصادقة والأخوية تجاه الكل فاستحق احترام وتقدير الجميع حتى المتخاصمين بشهادة القاصي والداني.
نعم فقدنا أميرا وأبا وأخا، فقدنا إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معان، بل فقدنا أميرا للإنسانية وشيخا وعميدا للديبلوماسية، فقدنا عاشقا للكويت وترابها وشعبها، فقدنا رجلا ورمزا لنا حمل الأمانة وأداها على أكمل وجه، فقدنا قدوة ومثلا في تعزيز النهج الوطني حريصا على ترسيخ أسس التنمية المستدامة وتحقيق النهضة لكويتنا الغالية وأبنائها في جميع المجالات، فإلى جنات الخلود بإذن الرب المعبود.
[email protected]