ترجل القائد الحكيم، المغفور له بإذن الله، سمو الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، بعد أكثر من 65 عاما من العمل المخلص لوطنه الكويت وللعالم العربي والإسلامي بالإضافة إلى إسهاماته اللامحدودة لشعوب العالم.
تعلمنا على يديه الساميتين بروتوكولات العلاقات العامة، فهو قائد الديبلوماسية وشيخها.
لقد غيبه الموت عن المشهد، لكن أعماله العظيمة ستبقى خالدة في قلوبنا وقلوب الشعوب، وسيشهد العالم أنه الزعيم العربي الذي ظل على مبدئه من القضية الفلسطينية ولم يقبل التطبيع.
لقد كان لنا الحظوة والشرف في لقاء سمو الأمير الراحل أكثر من مرة، وكانت ابتسامة سموه لا تفارقه، وقد تعلمنا الإيجابية من كلماته السامية، كان دائما يقول ديروا بالكم على الكويت.
إن كلمات سمو الأمير الراحل ستبقى خارطة طريق في حب الوطن، لقد رسم بيديه الساميتين أجمل ملحمة في حب الكويت، وجعل من الكويت مركزا للعمل الإنساني، ما جعلنا نباهي شعوب العالم بأن أميرنا هو قائد الإنسانية في العالم، ونحن نطمح لأن تظل هذه المكانة الدولية خالدة في الكويت، وأن نكمل هذه المسيرة الحافلة بالإنجازات.
نحمد الله على أن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، هو خير خلف لخير سلف، فالأوطان تعيش برجالها المخلصين، ونهنئ أنفسنا بتقلد سموه مقاليد الحكم، فهو نعم الحاكم القادر على إدارة دفة البلاد، ومسيرته في خدمة الكويت حافلة بالإنجازات، ونحن نتوسم خيرا في الفترة المقبلة لاستكمال المشاريع التنموية الكبرى واستمرار التطوير والبناء ونقل الكويت إلى مصاف الدول الأكثر تطورا في العالم.
لقد تابع العالم كله عبر الفضائيات تسليم مقاليد الحكم لصاحب السمو، وأشاد بهذا المنظر الجلل وكيف أن دولة الكويت دولة سلم وأمان.. دولة مؤسسات، وأن تسليم الحكم تم في هدوء بلا أي منازعات، وهذه هي الكويت، دائما تعطي العالم دروسا مستفادة.
كما تابع العالم اختيار سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، والذي لاقى ترحيبا كبيرا محليا ودوليا، فهو من نفس مدرسة الحكم وله مواقف مشرفة كثيرة، وعاصر الأمراء السابقين للكويت على مدى عشرات السنين، ومشهود له بالتميز في الإدارة.
إن الكويت من الدول القليلة الثابتة على مبادئها ومواقفها، وهي الآن مقدمة على مرحلة تاريخية جديدة، تتطلب منا جميعا التكاتف والتضافر لجعل لؤلؤة الخليج تتلألأ أبد الدهر، حفظ الله الكويت وشعبها، حفظ الله سمو الأمير ورعاه، حفظ الله سمو ولي عهده الأمين.