أعلنت السلطات الأمريكية توجيه سبع تهم بالقتل للشاب المتهم بفتح النار خلال موكب للاحتفال بعيد الاستقلال الوطني، الرابع من يوليو، بالقرب من شيكاغو.وقال إريك رينهارت، المدعي العام لولاية ليك كاونتي، إن روبرت كريمو ، البالغ من العمر 21 عاما ، سيعاقب "بسبب موجة القتل التي أطلقها ضد مجتمعنا".وأسفر الهجوم الذي وقع في هايلاند بارك عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين.
وأضاف السيد رينهارت أنه سيتم توجيه عشرات الاتهامات الأخرى لكريمو قبل انتهاء التحقيق.
وقال، وسط تصفيق الحشد المجتمعين في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الثلاثاء، "هذه ليست سوى الأولى من بين العديد من الاتهامات التي ستوجه إلى كريمو". ويُتهم المشتبه به بإطلاق 70 رصاصة من بندقية آلية على الحشد في الموكب.
وكان قد تنكر في زي امرأة حتى يتمكن من الهروب بين الضحايا الفارين.
هذا هو أحدث إطلاق نار جماعي في الولايات المتحدة. وتشير التقارير إن أن البلاد تشهد حادثا من هذا النوع كل أسبوع من بداية عام 2022.
وألقت الشرطة القبض على كريمو يوم الاثنين، بعد مطاردة استمرت ثماني ساعات.
وعثرت بحوزته على بندقية ثانية مماثلة لتلك المستخدمة في الهجوم.كما تم العثور على ثلاثة أسلحة نارية أخرى في منزله.
وقالت الشرطة إنها كانت قد استدعيت مرتين إلى منزل المشتبه به في السابق، لكنه كان لا يزال قادرا على شراء خمس بنادق العام الماضي.
وقالت شرطة ولاية إلينوي إن والد السيد كريمو كفل طلبه للحصول على رخصة سلاح ناري في ديسمبر 2019، عندما كان عمره 19 عاما فقط، لكن عمه نفى ذلك في بيان لصحيفة شيكاغو صن.
وفي أبريل/نيسان 2019، تم استدعاء الشرطة إلى منزله بعد أسبوع من محاولته الانتحار حسبما ورد. وفي سبتمبر 2019، استدعى أحد أفراد الأسرة الشرطة وقال إنه وجه تهديدات عنيفة بـ "قتل الجميع".
وبعد وصول الشرطة تم ضبط 16 سكينا وخنجرا وسيفا من منزله. لكن لم يُقبض عليه ولم يُتخذ أي إجراء آخر.
دعا المسؤولون يوم الثلاثاء إلى حملة تثقيفية لزيادة الوعي بقوانين "العلم الأحمر" في الولاية، والتي تسمح للقاضي بمصادرة أسلحته ومنعها من شراء المزيد من الأسلحة.
ومن المتوقع أن يمثل المشتبه به أمام المحكمة يوم الأربعاء.
وعبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن " الصدمة" من أعمال العنف.
وقال، في خطاب خارج البيت الأبيض في أعقاب حادث هايلاند بارك "إن الرابع من يوليو/ تموز يأتي في لحظة حرجة، حيث يمكن أن يكون هناك "سبب للاعتقاد بأن هذا البلد يتراجع إلى الوراء".وأضاف بايدن: "لا يوجد شيء مضمون بشأن ديمقراطيتنا، ولا شيء يضمنه أسلوب حياتنا".
وفي ضوء إطلاق النار الجماعي ، قال الرئيس الأمريكي:"أعلم أن الأمر يمكن أن يكون مرهقا ومقلقا، لكننا سنجتاز كل هذا"، مضيفا بنبرة متفائلة "إتها دعوة لأمريكا للمضي قدما بجرأة وبدون خوف".
وكان من المقرر أن يشمل الاحتفال عوامات على المياه والفرق الموسيقية والترفيهية حيث احتفلت المدينة القريبة من شيكاغو بعيد الاستقلال.
لكن ما كان ينبغي أن يكون أحد أسعد أيام العام سرعان ما تحول إلى حالة من الذعر، إذ تركت حشود المحتفلين عربات الأطفال وحقائب اليد والكراسي في الحديقة مهملة في الشارع ولاذت بالفرار من مكان الحادث.
ويعتقد أن المشتبه به أطلق النار على المشاركين في الاحتفال من فوق سطح متجر قريب ، حيث تقول الشرطة إنها عثرت على "دليل على وجود سلاح ناري".
ما الذي حدث يوم الهجوم؟
ألغي الاحتفال فجأة في هايلاند بارك، إحدى ضواحي شيكاغو، عند الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي، بعد سماع دوي إطلاق نار.
وقال مسؤولو الشرطة إنهم حددوا هوية "شخص يشتبه به" في إطلاق النار، وكان يقود سيارة هوندا فيت 2010 فضية اللون.
وأضافت الشرطة أنه يبلغ من العمر 22 عاما. ووصفته بأنه "مسلح وخطير".
وقالت سلطات المدينة إن 24 شخصا نقلوا أيضا إلى المستشفى.
وحث مسؤولو المدينة السكان على البقاء في منازلهم، والتواصل مع أحبائهم للتأكد من سلامتهم.
وقال بيان إن ضباط تطبيق القانون، الذين يبحثون عن المشتبه به، استطاعوا تأمين محيط منطقة وسط مدينة هايلاند بارك، وعثروا على "أدلة تفيد بوجود سلاح ناري".
ويقول المسؤولون إن مطلق النار المشتبه به فتح النار على الموكب حوالي الساعة 10:15 بالتوقيت المحلي.
وقال كريستوفر كوفيلي، المتحدث باسم فرقة مكافحة الجريمة الرئيسية في مقاطعة ليك، خلال مؤتمر صحفي، مطلق النار بأنه شاب أبيض "مسلح وخطير"، ويبدو أنه استهدف الحاضرين بشكل عشوائي.
وقالت نانسي روترنغ، عمدة المدينة: "بدلا من اجتماعنا في يوم للاحتفال بالمجتمع والحرية، انتابنا الحزن على وقوع خسارة مأساوية في الأرواح".
ووصف الشهود في الموقع اللحظة المرعبة التي سمعوا فيها طلقات متعددة في تتابع سريع.
وقال أناند، الذي قال إنه كان على بعد أقل من 100 متر من مطلق النار، لبي بي سي إنه اعتقد في البداية أنه سمع صوت سيارة تسير بسرعة كبيرة وتطلق الأصوات، قبل أن يرى آخرين يركضون ويدرك ما يجري.
وأضاف أن الصوت كان صادر من "نوع من البنادق التي تطلق الكثير من الرصاص في فترة زمنية قصيرة جداً. بصوت عالٍ بشكل لا يصدق. ثم أصبح هناك صمت تام"، على حد قوله.
وتابع أن العنف المسلح نادر جداً في هذه الضواحي: "شعرت بالأمان هنا وهذا أمر خيالي للغاية. نحن نختبئ الآن في ملجأ لنحافظ على سلامتنا، وهناك أناس يبكون. إنه شعور ليس بالجيد على الإطلاق".
وقالت شاهدة أخرى للصحفيين إنها رأت أشخاصاً أصيبوا بجروح بالغة.
وأضافت: "رأيت شخصاً على الأرض مع فتاة تبكي بجانبه". وتابعت: "إلى يساري، رأيت أنا وأمي ثلاثة أشخاص آخرين على الأقل على الأرض".
وقال عمدة هايلاند بارك إن المهرجان قد ألغي وطلب من الناس تجنب منطقة وسط المدينة.
كما تم إغلاق الضواحي القريبة، مع إخلاء الشواطئ وإلغاء المسيرات المحلية وعروض الألعاب النارية.
ويميل العنف المسلح في شيكاغو إلى الارتفاع خلال عطلات نهاية الأسبوع حيث يدفع الطقس الحار الناس إلى الخروج في الهواء الطلق. في عام 2021، قُتل أكثر من 100 شخص بالرصاص وقتل 17 خلال عطلة نهاية الأسبوع الخاصة بالرابع من يوليو/تموز في مدينة شيكاغو.
ويأتي إطلاق النار هذا بعد شهر واحد فقط من حوادث إطلاق النار المميتة في أوفالدي، تكساس وبافالو، نيويورك، وبعد أسبوع من تمرير الكونغرس الأمريكي لتشريع من الحزبين بشأن السيطرة على الأسلحة في أمريكا.