الرهائن الثلاث المقرر الإفراج عنهم السبت بالترتيب (من اليمين): يائير هورن، ساغي ديكل حن، ساشا ألكسندر تروبنوف.
أكَد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الجمعة، عدم دخول كرفانات أو معدات وآليات ثقيلة من المتواجدة على الجانب المصري من معبر رفح إلى قطاع غزة.
وقال المكتب في بيان صحفي، إنه يأمل أن تدخل خلال الساعات القادمة بحسب تطمينات الأطراف ذات العلاقة.
وأضاف: "نتابع سلوك الاحتلال ونضع الوسطاء في صورة خروقاته يومياً، وننتظر التزامه بتعهداته في إتفاق وقف إطلاق النار، وبدء إدخال كل المستلزمات الواردة ضمن البروتوكول الإنساني بالأصناف والكميات المحددة والمواعيد المقرة لذلك".
ولفت المكتب إلى "الواقع الإنساني والمعيشي الكارثي الذي تعانيه غزة جراء الحرب ... لا يحتمل المماطلة والتسويف في إدخال مستلزمات الإيواء والاحتياجات الأخرى كالوقود والمعدات الثقيلة والأجهزة والمعدات الطبية ومواد ترميم البنى التحتية".
وقررت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، إطلاق سراح ثلاث رهائن إسرائيليين كانت قد احتجزتهم في السابع من أكتوبر/ 2023، وهم ساشا الكسندر تروبنوف، ساغي ديكل حن، يائير هورن، بحسب بيانٍ لها على تلغرام.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان، أن إسرائيل وافقت على الأسماء التي أعلنتها حماس، وقال المكتب إن القائمة "مقبولة لدينا".
في المقابل، تفرج إسرائيل عن 36 سجيناً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، إضافة إلى 333 سجيناً من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، وفق مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي عقد اجتماعاً مع كبار القادة الأمنيين، يوم الخميس، لمناقشة ما سيجري السبت وإمكانية استئناف الحرب إذا لم تسلم حماس الرهائن وفقاً للصفقة، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
ومن بين 251 شخصاً احتجزتهم حماس يوم السابع من أكتوبر لا يزال 73 منهم رهائن في غزة، و35 منهم لقوا حفتهم، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
وأكدت الحركة الخميس الاستمرار في موقفها بتطبيق الاتفاق، وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الرهائن والسجناء تبعاً للجدول الزمني المحدد، بعد تأكيد الوسطاء في مصر وقطر متابعة كل ما يتعلق بإزالة العقبات وسد الثغرات.
وفي بيان لها على تلغرام، قالت حركة حماس إن الوفد المفاوض في القاهرة أجرى اتصالات ركزت على تأمين إيواء الغزيين وإدخال المساكن الجاهزة "الكرفانات" والخيام والمعدات الثقيلة والمستلزمات الطبية والوقود بشكل عاجل، واستمرار تدفق الإغاثة وكل ما نص عليه الاتفاق.
وكان مصدر مصري أكد لبي بي سي أن الوسطاء توصلوا إلى اتفاق للمضي قدماً في وقف إطلاق النار، وسيصدرون بياناً قريباً، مشيرة إلى أن تبادل الرهائن والسجناء سيستأنف يوم السبت كما كان مخططاً.
وبات الاتفاق على المحك الثلاثاء الماضي بعدما توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس بـ"فتح أبواب الجحيم" ما لم تُفرج بحلول السبت عن "جميع الرهائن" الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة.
تصريحات ترامب جاءت بعد أن أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، عن تأجيل تسليم الرهائن الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم، حتى إشعار آخر.
وأوضح أبو عبيدة في بيان له أنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، رصدت حماس "انتهاكات وعدم التزام ببنود الاتفاق" من جانب إسرائيل، تمثلت في "تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها بحسب ما اتفق عليه".
وأضاف أبو عبيدة أن تأجيل تسليم الرهائن سيستمرّ "لحين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي"، مؤكداً في الوقت نفسه التزام الحركة "ببنود الاتفاق".
وكررت إسرائيل تلك التهديدات، إذ قال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر الخميس، إنّ "تفاهمات وقف إطلاق النار توضح أنه يجب على حماس إطلاق سراح الرهائن الثلاث أحياء يوم السبت، وإلا سينتهي الاتفاق".
وكان بنيامين نتنياهو أعلن الثلاثاء أن "القتال العنيف" سيستأنف في غزة، بينما قال وزير خارجيته يسرائيل كاتس الأربعاء إنّ "أبواب الجحيم ستُفتح... كما وعد الرئيس الأمريكي"، إذا لم تُفرج حماس عن الرهائن بحلول السبت.
"الكارثة الإنسانية مستمرّة"
وتضاربت المعلومات حول دخول المساكن المتنقلة أراضي قطاع غزة، فمع تأكيدات فلسطينية لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الوسطاء "حصلوا على تعهد إسرائيلي مبدئياً بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني بدءاً من صباح الخميس، ما سيُتيح إدخال "الكرفانات والخيام والوقود والمعدّات الثقيلة والأدوية ومواد ترميم المستشفيات"، إلا أن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي عومر دوستر قال إن "لا معدات ثقيلة" ستدخل قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي.
وأعلن رئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع الخميس، أن "الكارثة الإنسانية مستمرة" في غزة رغم الهدنة، داعياً إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع المدمر.
وبعد زيارة ميدانية، قال يورغي موريرا دا سيلفا، وهو أيضاً مساعد للأمين العام للأمم المتحدة، إن غزة "شهدت أيضاً درجة لا يمكن تصورها من دمار البنية التحتية والمنازل، وحجماً هائلاً من الأنقاض".
ونبه الى أن إزالة الحطام والركام الناجمين عن النزاع ستستغرق "سنوات"، داعياً إلى "وقف مستدام لإطلاق النار" و"الإفراج الفوري عن جميع الرهائن" وإيصال للمساعدات الإنسانية "من دون معوّقات".
وتحوّل جزء كبير من القطاع، بما في ذلك المدارس والمستشفيات وغيرها من البنية المدنية، إلى أنقاض جراء الحرب بين حماس وإسرائيل، التي استمرت حوالي 15 شهراً، وأعقبت هجوماً نفذته الحركة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أما في جهود الإغاثة للأطفال الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من غزة مع أسرهم، نقلت إيطاليا 14 طفلاً فلسطينياً، من بينهم عدد من المصابين بالسرطان، إلى أراضيها لتلقي العلاج الطبي، إذ خضعوا لفحوصات طبية قبل أن يُنقلوا جواً إلى إيطاليا على متن طائرة عسكرية إيطالية.
وكان في استقبالهم في مطار تشامبينو في روما وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، الذي أكد أن هذه المبادرة جزء من دبلوماسية التضامن التي تهدف إلى تعزيز السلام والحوار في المنطقة.
وسيتلقى بعض الأطفال العلاج في مستشفيات العاصمة روما، بينما سيُنقل آخرون إلى مستشفيات في مدن مثل تورينو وميلانو. كما سيُعالج اثنان من الأطفال في مستشفى بامبينو جيسو في الفاتيكان، حيث تم علاج تسعة أطفال فلسطينيين آخرين العام الماضي.
مخلفات الجيش الإسرائيلي تقتل طفلين
مساء الخميس، قُتل طفلان في قطاع غزة أحدهما بالرصاص والآخر بانفجار جسم من مخلفات الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأكدت أن طفلاً منهما قُتل بقصف طائرات إسرائيلية لموقع شرق مخيم البريج وسط القطاع.
وكانت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية المحتلة "لوك إيرفينغ"، حذرت نهاية الشهر الماضي من مخلفات الجيش الإسرائيلي وتأثيرها على حياة المدنيين.
وأوضحت أن هذه الذخائر تسببت في "مقتل وإصابة مدنيين، وعرقلة العمليات الإنسانية، وأن التقارير الأولية توثق 92 ضحية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وبحسب أرقام وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد القتلى في القطاع منذ بدء الحرب إلى 48,239 قتيلاً غالبيتهم من الأطفال والنساء.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخاً انطلق من قطاع غزة، الخميس، لكنه سقط داخل القطاع أيضاً، دون إيضاح المزيد من التفاصيل.
قمة في الرياض لبحث مقترح "التهجير"
يعقد قادة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن قمة في الرياض يوم 20 فبراير الجاري لمناقشة الرد على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، على ما أفاد مصدر سعودي مطلّع وكالة فرانس برس الجمعة.
وقال المصدر إن القمة المرتقبة لقادة الدول الخمس والسلطة الوطنية الفلسطينية ستعقد "في العاصمة الرياض في 20 فبراير الجاري من أجل مناقشة معمقة لخطة ترامب حول غزة وسبل صياغة الرد العربي عليها".
وتمثلت خطة ترامب بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وإخراج سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليونين، ونقلهم إلى دول أخرى مثل الأردن ومصر، اللتان رفضتا المقترح.
ومن المرتقب أن يسافر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من الأحد إلى الثلاثاء.
وأعلن روبيو أن بلاده منفتحة على مقترحات من الدول العربية بشأن غزة.
وأمل في مناقشة هذه المقترحات في السعودية والإمارات وإسرائيل، الدول الثلاث التي سيزورها في إطار هذه الجولة.
وفي تعقيبه على الرفض الأردني والمصري لاستقبال الغزيين، قال روبيو إن "كل هذه الدول تتحدث عن مدى اهتمامها بالفلسطينيين، لكن لا أحد منها يريد استقبالهم. لم يفعل أي منها شيئاً من أجل غزة من هذا المنظور"