جرت عملية تسليم الرهائن في خان يونس
بعد أيام من التهديدات المتبادلة، والتخوفات من انهيار وقف إطلاق النار في غزة، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سراح ثلاث محتجزين إسرائيليين، مقابل مئات الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل.
وأفرجت "حماس" عن ثلاث محتجزين يحملون جنسيات الروسية والأمريكية والأرجنتينية إلى جانب الجنسية الإسرائيلية، وهم: الإسرائيلي الروسي ألكسندر ساشا تروفانوف، الإسرائيلي الأمريكي ساجوي ديكل تشين، والمحتجز الإسرائيلي-الأرجنتيني يائير هورن.
وتمت عملية تسليم المحتجزين للصليب الأحمر على منصة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وسط وجود مكثف لعناصر حركة حماس كما جرى في المرات السابقة، وتمّ نقلهم بعد ذلك إلى إسرائيل.
وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إن المحتجزين الثلاثة الذين أُفرج عنهم وصلوا إلى إسرائيل، وبدأ بإجراء "تقييم طبي أولي" لهم في قاعدة عسكرية إسرائيلية، قبل أن يتمكنوا من رؤية عائلاتهم.
وجرت عملية تسليم الدفعة السادسة من التبادل وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، ودخل حيز التنفيذ في 19 من يناير الفائت، عشية تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه رسمياً.
فلسطينيون مفرج عنهم يصلون إلى قطاع غزة، ويلوحون من نوافذ الحافلات للحشود المتجمعة للترحيب بهم
في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 369 اسيرا ومعتقلاً فلسطينياً، من بينهم 36 معتقلا من أصحاب المؤبدات.
وانتظرت حشود من الفلسطينيين في خان يونس بقطاع غزة، وكذلك في رام الله بالضفة الغربية، وصول الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين أطلقت إسرائيل سراحهم.
وأعلن المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية أن جميع المعتقلين الفلسطينيين الـ 369، الذين أفرج عنهم، غادروا السجون الإسرائيلية، وتحديداً من سجني عوفر وكتسيعوت.
فيما قال نادي الأسير الفلسطيني إن الـ 36 من أصحاب أحكام المؤبدات، كان من بينهم 29 شخصاً من الضفة الغربية وسبعة من القدس، مشيراً إلى أنه سيجري إبعاد 24 منهم.
وأضاف النادي أن المفرج عنهم مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً.
ومن أبرز الأسماء التي تضمّها قائمة المفرج عنهم: أحمد البرغوثي، ويلقّب بـ "أحمد الفرنسي"، والمعتقل منذ عام 2002 بتهمة قتل إسرائيليين، وكان مسؤولًا في كتائب شهداء الأقصى، التابعة لحركة فتح.
وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى رام الله
"مراسم مهينة"
على صعيد آخر، انتقد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أوضاع المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة المفرج عنهم معتبراً أنهم "أُجبروا على تحمل مراسم مهينة وساخرة".
وأضاف الرئيس الإسرائيلي أن "إتمام صفقة الرهائن هو واجب إنساني وأخلاقي ويهودي. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإعادة جميع أخواتنا وإخواننا من الأسر في غزة".
فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً، إن إسرائيل ستواصل العمل مع الولايات المتحدة "لضمان عودة جميع الرهائن إلى إسرائيل قريباً" و"تدمير التهديد الإرهابي الفلسطيني وإزالته من غزة".
وعلى الجانب الآخر، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية إن طواقمها نقلت 4 سجناء من الذين أطلق سراحهم من موقع الاستقبال في رام الله إلى المستشفى لتلقي العلاج، نتيجة حالتهم الصحية المتردية.
وأشارت مراسلة بي بي سي في رام الله إلى أن الاسرى الذين تم الافراج عنهم إلى الضفة الغربية والقدس، تعرضوا للضرب من إدارة السجون قبل الإفراج عنهم، وتمّ تهديدهم بإعادة اعتقالهم في حال الإدلاء بتصريحات للصحافة.
فيما قالت مصادر محلية فلسطينية إن القوات الإسرائيلية داهمت منزل الاسير المفرج عنه مازن القاضي في مدينة البيرة ومنعت الناس من زيارته في منزله وسمحت ببقاء شخص واحد فقط معه في المنزل.
في غضون ذلك، قال الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، إن تصريحات ترامب بخصوص الإفراج عن كل المحتجزين الإسرائيليين، "تتناقض مع الاتفاق الذي أبرم برعاية الوسطاء والولايات المتحدة"، محذراً من أن الحركة "لديها ما تفعله" في حال انهيار الاتفاق.
ودعا قاسم الولايات المتحدة، إلى "إلزام إسرائيل بالاتفاق إذا كانت حريصة على حياة الرهائن"، معبراً عن أمله في أن تبدأ خلال أيام قليلة، محادثات المرحلة الثانية من صفقة التبادل.
وتأتي تصريحات قاسم، بينما أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن الجيش يعد "خططاً للهجوم" على غزة.
وقال هاليفي في بيان له إنه "تزامناً مع الحماس الكبير الذي يرافق عودة كل رهينة، فإننا (الجيش) نذكّر بواجبنا في إعادتهم جميعا. نبذل جهودا هائلة من أجل هذا، وفي الوقت نفسه نعد خططا للهجوم".