جيه دي فانس
افتتح مؤتمر ميونخ للأمن العالمي دورته الحادية والستين في مدينة ميونخ الألمانية، وسط سيطرة قضايا الهجرة والحرب الروسية الأوكرانية وقضايا أخرى على مناقشات المؤتمر.
وفي خطوة غير متوقعة شن نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، في كلمته خلال المؤتمر هجوما لاذعا على السياسات الأوروبية، إزاء الهجرة والأحزاب اليمينية المناهضة لها وإزاء حرية التعبير، مرددا أفكار الرئيس دونالد ترامب الذي وصفه بأنه "عمدة المدينة الجديد في واشنطن".
وعلق نائب الرئيس الأمريكي على الهجوم بسيارة الذي وقع الخميس الفائت في ميونخ، وأسفر عن إصابة عشرات الأشخاص.
وأعرب عن إشادته باستضافة المدينة الألمانية للمؤتمر، على الرغم من أن سكانها "يترنحون" من الصدمة.
وأضاف فانس أن إدارة ترامب "تفكر وتصلي" من أجلهم.
وبعد أن انتقل إلى مناقشة الأمن، قال فانس "إن التهديد الذي يقلقني أكثر من أي شيء آخر هو التهديد من الداخل"، في إشارة إلى المهاجرين في الدول الغربية.
وأضاف أنه لا توجد قضية أكثر "إلحاحا" من الهجرة الجماعية، التي وصفها بأنها في "أعلى مستوى لها على الإطلاق" في مختلف البلدان حول العالم.
وتابع: "يتعين علينا أن نفعل أكثر من مجرد الحديث عن القيم الديمقراطية، بل يتعين علينا أن نطبقها".
وانتقد فانس "مفوضي" الاتحاد الأوروبي لقمعهم حرية التعبير، واتهمهم بأن "حرية التعبير في جميع أنحاء أوروبا، كما أخشى، في تراجع"، وذلك في إشارة إلى ما يعتبره عدم تمتع الأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة بحرية التعبير.
وأشار نائب الرئيس الأمريكي خصوصا إلى رومانيا، حيث ألغت المحكمة الدستورية الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية هناك، بعد أن تصدر المرشح كالين جورجيسكو الذي يوصف بأنه "يميني متطرف" نتائج الاقتراع.
انتقادات "غير مقبولة"
كان الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، قد أوضح في وقت سابق أن أهم علاقة دبلوماسية لبرلين تدهورت بشكل حاد، منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وقال شتاينماير: "إن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها وجهة نظر عالمية مختلفة تماما عن وجهة نظرنا. وجهة نظر لا تراعي القواعد الراسخة والشراكة والثقة الراسخة".
وفي كلمته خلال المؤتمر قال شتاينماير: "أقول لشركائنا وأصدقائنا إن السياسة الخارجية والأمنية الألمانية ستظل أوروبية، وستظل عبر الأطلسي، وستظل متعددة الأطراف".
وأضاف: "نسعى لتحقيق مصالحنا، ونبحث عن حلول مشتركة، ونعمل على توسيع شراكاتنا الدولية"، حتى خلال فترة انتقال سياسي، في إشارة إلى الانتخابات الوطنية المرتقبة في ألمانيا.
وأكد الرئيس الألماني أن أوروبا ستظل حجر الزاوية في سياسة ألمانيا.
من جانبه، وصف وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، التصريحات التي أدلى بها نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس حول أوروبا بأنها "غير مقبولة".
وقال: "لقد تحدث عن إلغاء الديمقراطية، وإذا كنت قد فهمته بشكل صحيح، فقد قارن الظروف في أجزاء من أوروبا بتلك الموجودة في الأنظمة الاستبدادية. سيداتي وسادتي، هذا غير مقبول".
وأضاف بيستوريوس أنه "يعارض بشدة" الانطباع الذي أعطاه فانس بأن أوروبا تقمع أو تسكت الأقليات.
"الحروب التجارية لا طائل منها"
أورسولا فون دير لاين
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن أوروبا يمكنها "تحريك الجبال" عندما تتبنى "عقلية الضرورة"، لكنها اعتبرت أن هذا النهج يجب اعتماده "بشكل أكثر ديمومة".
وبالانتقال إلى سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نددت المسؤولة الأوربية بالرسوم الجمركية، باعتبارها ضريبة على أولئك الذين لا يستطيعون تحملها، مضيفة أن "الحروب التجارية لا طائل منها".
ودعت المفوضة الأوروبية إلى سلام دائم في أوكرانيا، حتى "لا تتكرر أهوال السنوات الثلاث الماضية مرة أخرى"، وقالت إن الأمر متروك للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإظهار أنه "تخلى عن محاولة تدمير أوكرانيا".
وأضافت: "إن أوكرانيا الفاشلة من شأنها أن تضعف أوروبا، ولكنها ستضعف الولايات المتحدة أيضا"، فيما بدا أنه تحذير للبيت الأبيض.
كما قالت فون دير لاين في القمة إن مستقبل أوكرانيا "يقع هنا في أوروبا"، وإن المسؤولين يعملون على انضمام ذلك البلد إلى الكتلة.
"خطط ملموسة"
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، إن التركيز بالنسبة للحلفاء الأوروبيين يجب أن ينصب على توضيح ما يمكنهم تقديمه، لضمان استمرار اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا.
وفي حديثه للصحفيين في ميونيخ على هامش المؤتمر، قال إن اتفاق السلام يمكن أن يبدأ عاجلاً وليس آجلاً، وإن الدول الأوروبية يجب أن "تضع خططاً ملموسة" و"تخلق الحقائق"، وإن عليها "الانخراط في المناقشات".
وأضاف: "الأوروبيون قادرون على القيام بذلك، فقد حدث ذلك من قبل".
كما سلط روته الضوء على الحاجة إلى مزيد من الدعم العسكري والتدريبي لأوكرانيا، على حد قوله.
"المناقشات السابقة مع ترامب غير كافية"
فولوديمير زيلينسكي
بدوره، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن المناقشات السابقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى الآن "ليست كافية بالتأكيد لتشكيل خطة" للسلام مع روسيا.
لكنه أضاف أن الإشارات القادمة من واشنطن "قوية"، وإن كانت "متنوعة"، مضيفا أنه يحتاج إلى إجراء المزيد من المحادثات مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس.
وفي رده على أسئلة الصحفيين بشأن مستقبل بلاده، على هامش اعمال مؤتمر ميونخ، قال إن أوكرانيا تريد أن تكون عضوا في الناتو، وإنها لن تعترف بالأراضي المحتلة على أنها روسية.
وقال زيلينسكي: "لن نعترف أبدا بالأراضي المحتلة على أنها روسية".
وأضاف: "نريد أن نكون عضوا في (الناتو)، نعم. نحن نثق في ضمانات الحلف الأمنية. أعتقد أن هذا هو الخيار الأقل تكلفة للجميع"، مضيفا أن أوروبا ستحتاج إلى الاتحاد حول أوكرانيا لحماية نفسها، حسب قوله.