خروج أناس لتحية مقاتلي حركة "إم23" بعدما دخلوا مدينة بوكافو من دون مقاومة الأحد
دخل، الأحد، مقاتلو حركة "إم 23" المدعومة من رواندا إلى بوكافو، ثاني أكبر مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، واستولوا على مكتب الحاكم الإقليمي.
واصطف بعض الناس في الشوارع للتصفيق والهتاف للمقاتلين وهم يسيرون ويقودون سياراتهم إلى وسط المدينة دون مقاومة. وهذه المدينة الثانية بعد غوما التي تسقط في أيدي المتمردين في المنطقة الغنية بالمعادن خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأقرّت الحكومة الكونغولية بسقوط المدينة، وحثّت السكان على البقاء في منازلهم "لتجنب استهدافهم من قبل قوات الاحتلال".
وحذرت الأمم المتحدة ودول أوروبية من أن الهجوم الأخير، الذي أجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم، قد يشعل فتيل حرب إقليمية أوسع.
وقالت إحدى ساكنات بوكافو، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب مخاوف على سلامتها، لبي بي سي، الأحد، إن الغالبية ما زالوا خائفين من مغادرة منازلهم.
وقالت: "منذ أمس أخذ الأطفال والشباب الأسلحة، وهم يطلقون النار في كل مكان وفي كل الاتجاهات، وينهبون".
لكنها أضافت: "هذا الصباح دخلت حركة إم 23، واستقبلها الناس بحفاوة، وسعدوا برؤيتها. لا نعرف إن كان ذلك بسبب خوفهم أو لأنهم وجدوا أن السلطات ليست موجودة في المدينة".
وتشير أيضاً إلى أنه "لا يزال من الممكن سماع صوت إطلاق النار في المكان الذي أعيش فيه".
والجمعة، سيطرت حركة "إم 23" على مطار بوكافو الرئيسي، الذي يقع على بعد نحو 30 كيلومتراً إلى الشمال من المدينة، ثم بدأت التقدم ببطء نحو المدينة، عاصمة إقليم جنوب كيفو.
ونقلت وكالة رويترز عن حاكم الإقليم، جان جاك بوروسي صادقي قوله، إن المقاتلين كانوا في وسط مدينة بوكافو بحلول صباح الأحد، مضيفاً أن القوات الكونغولية انسحبت لتجنب القتال في المناطق الحضرية.
وترك هذا فراغاً أمنياً في المدينة السبت، مع مشاهد فوضوية، بما في ذلك أنباء عن هروب سجناء من السجن المركزي.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن مستودعاً يحتوي على نحو سبعة آلاف طن من المواد الغذائية تعرض للسرقة.
وتقع هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة، على الطرف الجنوبي لبحيرة كيفو على الحدود مع رواندا، وهي نقطة عبور مهمة لتجارة المعادن المحلية.
ويمثل سقوط المدينة توسعاً غير مسبوق للأراضي التي تسيطر عليها حركة "إم 23" منذ بدء تمردها الأخير في أواخر عام 2021، ويمثل ضربة لحكومة الرئيس فيليكس تشيسكيدي.
واتهم المتحدث باسم الحكومة، باتريك مويايا، رواندا، بانتهاك سلامة أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال طموحاتها التوسعية وانتهاكات حقوق الإنسان.
كما تتهم الحكومة الكونغولية، رواندا، بنشر الفوضى في المنطقة، فضلاً عن نشر قوات على الأرض، حتى تتمكن من الاستفادة من مواردها الطبيعية، وهو ما تنفيه كيغالي.
يريد تشيسكيدي أن يواجه نظيره الرواندي، بول كاغامي، عقوبات بسبب الاضطرابات الأخيرة.
لكن كاغامي رفض هذه التهديدات، وأشار مراراً إلى أن أولوية رواندا الرئيسية هي أمنها.
وأبدى كاغامي غضبه منذ فترة طويلة إزاء ما يراه فشل السلطات الكونغولية في التعامل مع القوات المتمردة التي يُطلق عليها "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا" المتمركزة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي يراها خطراً على رواندا.
وتتكون الجبهة من بعض أعضاء ميليشيا الهوتو العرقية، المتهمين بالتورط في الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 عندما قُتل نحو 800 ألف شخص معظمهم من جماعة التوتسي العرقية، على مدار أكثر من 100 يوم.
وتجمعت قوات من حركة "إم 23"، بقيادة التوستي، في ساحة الاستقلال في وسط بوكافو الأحد، إذ شوهد أحد قادتها، برنارد بيامونغو، وهو يتحدث مع سكان محليين ويجيب على أسئلتهم باللغة السواحيلية.
وحث القوات الحكومية "المختبئة في المنازل" على الاستسلام، واتهم الجيش المنسحب بنشر الرعب من خلال تسليح شباب محليين قاموا بأعمال نهب.
وجدد الاتحاد الأفريقي الذي يعقد قمة لرؤساء الدول في إثيوبيا هذا الأسبوع، دعوته لحركة "إم 23" لنزع سلاحها.
ونقلت وكالة رويترز عن مفوض السلام والأمن في الاتحاد الأفريقي، بانكول أديوي، قوله "نحن جميعاً نشعر بقلق بالغ إزاء نشوب حرب إقليمية مفتوحة".