يعقد المجلس الوزراي الأمني المصغّر في إسرائيل اجتماعاً الإثنين، لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في الوقت الذي توجه فيه فريق التفاوض الإسرائيلي إلى القاهرة لمناقشة "الاستمرار في تنفيذ" المرحلة الأولى من الاتفاق، وذلك عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى السعودية، بعد زيارة لاسرائيل أظهر خلالها جبهة موحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضدّ "أعدائهما المشتركين".
وشدد روبيو على أنه "لا يمكن لحماس أن تبقى قوة عسكرية أو حكومية. ويجب القضاء عليها"، منتقداً "استمرار هؤلاء الإرهابيين في احتجاز رهائن وحتى الجثث".
وأضاف روبيو أن حماس "تلعب بالنار" بعدم الإفراج عن جميع الرهائن، مؤكداً ضرورة "القضاء" على حركة حماس.
من جهته، هدد نتنياهو بـ"فتح أبواب الجحيم" على حماس "إذا لم يتم تحرير جميع الرهائن". وقال نتنياهو إن إسرائيل ستتولى بدعم أمريكي "إنهاء المهمة" بشأن إيران "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار" في المنطقة.
وتحدّث عن "استراتيجية مشتركة" مع ترامب بشأن مستقبل قطاع غزة، مرحّبا بـ"الرؤية الجريئة" للرئيس الأمريكي الذي اقترح السيطرة على القطاع الفلسطيني ونقل سكانه إلى الأردن ومصر اللذين عارضا ذلك. وأضاف "سنعمل على ضمان تحقيق هذه الرؤية".
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية وصول شحنة من "القنابل الثقيلة" الأمريكية قبل يومين إلى إسرائيل.
حماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بانتهاك الاتفاق
وكادت الهدنة أن تنهار قبل أيام قليلة بعد أن هددت حماس بتعليق إطلاق سراح الرهائن وتلويح إسرائيل باستئناف الحرب، وسط تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاك الاتفاق. لكن بعد جهود بذلها الوسطاء القطريون والمصريون، أطلقت حماس السبت سراح ثلاث رهائن إسرائيليين وأفرجت إسرائيل عن 369 معتقلاً فلسطينياً.
وقبيل بدء اللقاء بين روبيو ونتنياهو، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة جوية على "عدة أفراد مسلحين" جنوب قطاع غزة، فيما أكدت وزارة الداخلية التابعة لحماس مقتل ثلاثة عناصر من الشرطة وإصابة اثنين بجروح خطيرة في غارة إسرائيلية شرق رفح.
وقالت الحركة في بيان إن "القصف الغادر الذي نفّذته مُسيّرة صهيونية صباح اليوم شرق مدينة رفح.. يُعدُّ انتهاكا خطيراً لاتفاق وقف إطلاق النار".
وتتهم حركة حماس إسرائيل أيضاً بمنع إدخال المنازل المتنقلة ومعدات إزالة الأنقاض إلى قطاع غزة المدمر.
وبدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/ كانون الثاني بعد حرب مدمّرة استمرّت 15 شهراً في قطاع غزة، عقب هجوم غير مسبوق نفذته حماس على أراضي إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومن بين 251 شخصاً خطفوا خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما زال هناك 70 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفق الجيش الإسرائيلي.
ومنذ بدء المرحلة الأولى من الهدنة التي يفترض أن تنتهي في الأول من مارس/ آذار، أطلِق سراح 19 رهينة إسرائيلية و1134 معتقلاً فلسطينياً.
ووفق الاتفاق، يتمّ خلال هذه المرحلة إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في غزة في مقابل 1900 معتقل فلسطيني في سجون إسرائيل.
كما يجب على إسرائيل التي تفرض حصاراً شاملاً على قطاع غزة منذ بدء الحرب، أن تسمح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية خلال المرحلة نفسها، وفق بنود الاتفاق.
ويفترض أن تشهد المرحلة الثانية من الاتفاق إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فستُخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن مقتل 1211 شخصاً معظمهم مدنيون، حسب تعداد يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية يشمل الرهائن ومن بينهم الذين قتِلوا أو توفوا خلال فترة احتجازهم في غزة.
في المقابل، أدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل 48271 شخصاً على الأقل، معظمهم مدنيون، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع.
"هذا هو الوقت المناسب لتقديم خطة عربية بديلة"
وتعقد خمس دول عربية قمة في الرياض في 20 فبراير/، للرد على المشروع الأمريكي وتقديم اقتراحات بشأن مصير القطاع الفلسطيني.
وأعلن روبيو الخميس أنّ بلاده منفتحة على مقترحات من الدول العربية بشأن غزة، معرباً عن أمله في مناقشتها خلال أول جولة له في الشرق الأوسط. لكنه أضاف "في الوقت الحالي، الخطة الوحيدة -التي لا يحبها العرب- هي خطة ترامب. لذلك، إذا كانت لديهم خطة أفضل، فهذا هو الوقت المناسب لتقديمها".
من جانبه، جدّد الملك الأردني عبد الله الثاني خلال استقباله وفداً من الكونغرس الأمريكي الأحد، رفض بلاده "تهجير الفلسطينيين من غزة"، مؤكداً أن حلّ الدولتين هو "السبيل الوحيد" لضمان أمن المنطقة.
كذلك، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي، أن إقامة دولة فلسطينية هي "الضمانة الوحيدة" لسلام دائم في الشرق الأوسط.
وشدد السيسي على "أهمية البدء في إعادة إعمار قطاع غزة، مع ضرورة عدم تهجير سكانه من أراضيهم"، مشيراً إلى أن "مصر تعد خطة متكاملة في هذا الشأن"، بحسب بيان للرئاسة المصرية.