أظهر مقطع فيديو تداوله مستخدمو موقع فيسبوك العرب، جرافة عسكرية إسرائيلية تسحب جثة شاب فلسطيني، قبل أن ترفعه عاليا في مشهد وصفه كثيرون بـ"البشع".
ويظهر في الفيديو الجثمان وهو يتدلى من الجرافة وسط صراخ أصدقاء الشاب الذين وقفوا يراقبون المشهد في حالة من الذهول، فيما حاول آخرون سحب الجثة، لكن الجرافة توجهت نحوهم ودهست جثة الشاب القتيل.
وقال نشطاء فلسطينيون عبر فيسبوك إن القوات الإسرائيلية منعت نقل جثة الشاب محمد الناعم من المكان، وأطلقت النار على شبان آخرين اقتربوا من السياج لسحبه، ما أسفر عن إصابة اثنين منهم.
من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه أطلق النار باتجاه فلسطينيين اثنين زرعا عبوة قرب السياج الأمني، في مدينة خان يونس.
وأضاف بأن "جرافة تابعة للجيش قامت بإجلاء جثمان أحد الإرهابيين بشكل لا يعرض حياة الجنود للخطر بما يتفق مع الظروف على الأرض".
غضب ووعيد
وتحت وسم #محمد_الناعم و #جريمة_خانيونس ، تداول عدد من الناشطين الفلسطينيين الفيديو معربين عن إدانتهم للعملية وشعورهم بالعجز حيالها.
وطالب المغردون بضرورة الرد على ما وصفوها "بالجريمة الشنيعة". واعتبروا أن التمثيل بجثة الشاب "سلوك عدواني لا يراعي المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ويدل على إصرار إسرائيل على انتهاك الاتفاقيات الدولية".
كذلك عنون الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي، مقاله بصحيفة "هآرتس" العبرية بـ"انتقام الجرافة".
ويقول الكاتب إن "سائق الجرافة العسكرية رسم للعالم صورة حقيقية عن تصرفات الجيش الإسرائيلي".
وبدورها نشرت الخارجية الفلسطينية، بيانا عبر فيسبوك أدانت فيه ما حدث للشاب الفلسطيني ووصفته بـ" الإفلاس الأخلاقي والعمل الهمجي".
وأشار مغردون إلى أن بعض أنصار اليمين الإسرائيلي شاركوا لقطات التنكيل بالشاب الفلسطيني عبر حساباتهم على مواقع التواصل، مضيفين بأن السلطات الإسرائيلية تتعمد الاحتفاظ بجثامين الفلسطينيين الذين قتلوا أثناء تنفيذ عمليات ضدها في ما يعرف بـ"مقابر الأرقام" لاستخدامهم كورقة مساومة خلال أي مفاوضات مقبلة أو صفقات تبادل أسرى.
رد إسرائيل
في المقابل، دافع مغردون إسرائيليون عن حق حكومتهم في اتخاذ خطوات "رادعة" ضد من "يهدد أمنهم" مشيرين إلى أن محمد الناعم ينتمي إلى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وكانت سرايا القدس قد نعت محمد علي الناعم وأعلنت قصف مستوطنات إسرائيلية ردا على قتله.
وتعد حركة الجهاد الإسلامي إحدى أقوى الجماعات المسلحة في غزة.
وخاضت الحركة، المتحالفة مع حركة حماس التي تدير القطاع، عددا من المواجهات المسلحة ضد إسرائيل خلال العقود الأخيرة.
واندلع العنف بين إسرائيل والجهاد الإسلامي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عندما قتلت غارة جوية إسرائيلية قائدا بارزا بالجماعة المسلحة في غزة.
ووقعت اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في وقت سابق من الشهر الجاري أيضا بعد أيام من كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خطته للسلام المعروفة إعلاميا بصفقة القرن.