قتل 90 جنديا يمنيا على الأقل من القوات الحكومية في هجوم بصاروخ وطائرة مسيرة استهدف مسجدا في محافظة مأرب بشرق اليمن، ونسب إلى الهجوم الى ميليشيا الحوثي، بحسب ما أعلنت مصادر طبية وعسكرية امس.
ووقع الهجوم بعد اشهر من هدوء نسبي في الحرب الدائرة في اليمن بين الحكومة المعترف بها دوليا والتي تحظى بدعم تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، والمتمرديـن الحوثييــن المدعومين من إيران.
وقالت مصادر عسكرية يمنية إن المعسكر يقع في مدينة مأرب التي تبعد 170 كيلومترا شرق صنعاء، مشيرة إلى أن الهجوم استهدف مسجدا داخل معسكر تابع للجيش اليمني أثناء صلاة المغرب مساء امس الاول.
وقال مصدر طبي في مستشفى مأرب العام إن 90 جنديا قتلوا بينما أصيب 148 آخرون في الهجوم الذي استهدف معسكرا تابعا للواء الرابع حماية رئاسية.
جدير بالذكر أن هؤلاء الجنود كانوا مكلفين بحماية القصر الرئاسي بالعاصمة المؤقتة عدن، ومعظمهم ينتمون إلى محافظات جنوبية. ويأتي الهجوم بعد يوم على إطلاق القوات الحكومية بدعم من قوات التحالف عملية عسكرية واسعة ضد ميليشيا الحوثي في منطقة نهم شمال شرق صنعاء.
وبحسب ما نقلت وكالة سبأ الرسمية عن مصدر عسكري أوضح أن هناك «عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيات الحوثي».
من جانبه، اتهم الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ميليشيا الحوثي بشن الهجوم، وقال هادي حسب ما أفادت وكالة الانباء الرسمية «سبأ»، «إن الأفعال المشينة للميليشيا الحوثية تؤكد دون شك عدم رغبتها أو جنوحها للسلام لأنها لا تجيد غير مشروع الموت والدمار وتمثل أداة رخيصة لأجندة إيران في المنطقة».
وحمل هادي، الحوثيين مسؤولية «الهجوم الذي استهدف جامعا في معسكر تجمع اللواء الرابع حماية رئاسية شمال غربي محافظة مأرب». وشدد هادي على أهمية تعزيز اليقظة العسكرية والجاهزية القتالية وتنفيذ المهام والواجبات العسكرية وإفشال«كافة المخططات العدائية والتخريبية وحفظ الأمن والاستقرار والسير نحو تحرير كامل التراب اليمني وتخليص الوطن من شرور الانقلابيين».
وقال الرئيس اليمني «إن مثل هذه العمليات التي ترتكبها الميليشيات الحوثية ضد التجمعات وصولا إلى دور العبادة بما تمثله من اعتداء سافر فإنها أيضا تجسد وجهها القبيح المجرد من القيم الدينية والأخلاقية».
وأكد هادي، عزم اليمنيين بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية على«قطع دابر تلك الجماعات ووأد مشروعها الطائفي الدخيل على اليمن والمنطقة».
وقال رئيس شعبة الإعلام العسكري في الجيش اليمني العقيد يحيى الحاتمي إن الهجوم الصاروخي الذي شنته ميليشيا الحوثي واستخدمت فيه صواريخ (جراد) قصيرة المدى وليست باليستية، كما ادعت. كما وصف وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني الهجوم بالجريمة الإرهابية.
وقال في سلسلة تغريدات على تويتر: إن القصف الذي نفذته الميليشيا الحوثية بصواريخ إيرانية انتقاما لمقتل سليماني على بيت من بيوت الله في معسكر الميل بمحافظة مأرب جريمة إرهابية غادرة وجبانة وتنصل من كل القيم والمعتقدات الإسلامية والإنسانية والاعتبارات الأخلاقية. كما ندد بالصمت الأممي إزاء تلك الجريمة التي وصفها بـ «الإرهابية الجبانة»، ودان مسلسل التصعيد الإيراني المتواصل للأزمة في اليمن.
وقال: نطالب المبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيثس بموقف وإدانة واضحة لهذا الهجوم الوحشي. وأكد أن استمرار الصمت إزاء الهجمات الإرهابية والتصعيد المستمر من قبل الميليشيا الحوثية ضوء أخضر لارتكاب المزيد من الجرائم.
واعتبر أن هذا التصعيد يهدد لنسف كل جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام ويضع الصراع مع «مرتزقة طهران» من الميليشيات الحوثية أمام مرحلة جديدة عنوانها الحسم العسكري. وكانت وزارة الدفاع اليمنية اعتبرت في بيان أن الهجوم، هو محاولة ثأر لمقتل قاسم سليماني، قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني، بضربة أميركية في بغداد يوم 3 يناير. كما أكدت أن «القوات المسلحة التي قدمت من خيرة قياداتها ومنتسبيها في معركتها الدفاعية عن أهداف الجمهورية لن يثنيها المضي في نهجها المقاوم للمشروع الإيراني الهادف لزعزعة أمن اليمن والمنطقة».