اتهمت الصين امس، بريطانيا بأنها تتبنى «عقلية استعمارية» بعدما تعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالسماح لمواطني هونغ كونغ بالحصول على المواطنة في حال مررت الصين قانون أمني متعلق بهونغ كونغ.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية زهاو يجيان إن الرابطة التاريخية بين بريطانيا وهونغ كونغ تنبع من «معاهدات عدوانية واستعمارية وظالمة».
وأضاف: «نطالب الجانب البريطاني بالابتعاد عن الجرف والتخلي عن عقلية الحرب الباردة والعقلية الاستعمارية، واحترام وإدراك حقيقة أن هونع كونغ عادت» للصين، وإلا فإن بريطانيا سوف تجازف «بتحطيم قدمها بالصخرة التي تحملها».
وقال جيان، إن تشريع الأمن القومي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة هو شأن داخلي للصين، وانه يتعين على الدول الأجنبية بما فيها المملكة المتحدة التوقف عن التدخل في شؤون الصين.
وأضاف جيان ان بريطانيا ليس لديها الآن سلطة قضائية أو إشراف على هونغ كونغ، وأن الصين قدمت احتجاجا شديد اللهجة إلى المملكة المتحدة حول مثل هذه التصريحات، مشيرا إلى أن تشريع الأمن القومي يستهدف الدفاع عن مبدأ «دولة واحدة ونظامان» والحفاظ على استقرار هونغ كونغ وازدهارها.
وتابع جيان: «أي تهديد لاستقرار هونغ كونغ وازدهارها يأتي من القوى الأجنبية»، داعيا المملكة المتحدة إلى التخلي عما وصفها بـ «عقلية الحرب الباردة والعقلية الاستعمارية، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين».
من جهتها، قالت كاري لام الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ امس، إن الحكومة الصينية لن تتراجع عن خططها لسن تشريع جديد للأمن القومي لهونغ كونغ حتى بعد انتقاد بريطانيا للخطوة.
وتحدثت لام أثناء زيارة لبكين لبحث التشريع الجديد، وكان برفقتها وزيرة العدل تريزا تشنغ ووزير الأمن جون لي وقائد الشرطة كريس تانغ.
في المقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون امس، إن بلاده لن تتخلى عن شعب هونغ كونغ إذا فرضت الصين قانونا للأمن القومي يتعارض مع التزاماتها الدولية بموجب اتفاق مبرم عام 1984.
وكتب جونسون في صحيفة ذا تايمز «هونغ كونغ ناجحة لأن شعبها يتمتع بالحرية، إذا مضت الصين قدما، فسيكون هذا بمنزلة تعارض مباشر مع التزاماتها بموجب الإعلان المشترك، تلك المعاهدة الملزمة قانونا المسجلة لدى الأمم المتحدة».
وقال جونسون: «كثيرون في هونغ كونغ يخشون أن يصبح أسلوب حياتهم - الذي تعهدت الصين بالحفاظ عليه - مهددا».
وتابع قائلا: «إذا مضت الصين قدما في تعزيز مخاوفهم، فإن ضمير بريطانيا سيملي عليها ألا تهز كتفيها وتترك الأمر، بل سنفي بالتزاماتنا وسنقدم بديلا».
وأضاف أنه يوجد نحو 350 ألف مواطن حاملين لذلك النوع من جوازات السفر في هونغ كونغ وأن 2.5 مليون آخرين مؤهلون للحصول عليها.