خرج بابا الفاتيكان فرنسيس عن صمته أمس لأول مرة، حيال الاضطرابات التي تشهدها الولايات المتحدة قائلا إنه لا يمكن لأحد «أن يغض الطرف عن العنصرية والإقصاء» لكنه ندد في الوقت ذاته بالعنف الذي رافق الاحتجاجات بوصفه «تدميرا ذاتيا وهزيمة ذاتية».
ودعا البابا، الذي خصص الجزء الذي يلقيه بالإنجليزية من حديثه الأسبوعي للوضع في الولايات المتحدة، إلى تحقيق المصالحة الوطنية والسلام. ووصف مقتل جورج فلويد بأنه مأساوي، قائلا إنه يصلي من أجله ومن أجل جميع من لاقوا حتفهم نتيجة «لخطيئة العنصرية».
وقال: «لا يمكننا أن نقبل ولا نغض الطرف عن أي شكل من أشكال العنصرية أو الإقصاء، والادعاء بأننا ندافع عن قدسية أي حياة بشرية».
من جهة اخرى، وجه زعماء للبروتستانت والكاثوليك في الولايات المتحدة انتقادات لاذعة للرئيس دونالد ترامب، بعد إجلاء المحتجين السلميين بالقوة، من أجل التقاط صورة له أمام كنيسة قريبة من البيت الأبيض.
وفاز ترامب في انتخابات 2016 الرئاسية بدعم قوي من الكاثوليك والإنجيليين البيض. ومع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر، يحاول ترامب استمالة هؤلاء الناخبين بالصورة التي التقطت له أمام كنيسة القديس يوحنا الأسقفية وبزيارة أخرى يوم أمس الأول لنصب تذكاري للبابا يوحنا بولس الثاني وبأمر تنفيذي يوجه الوكالات الأميركية «لحماية» الحريات الدينية في الخارج.
لكن الزعماء الدينيين نددوا بمعاملة الإدارة للأمريكيين الذين يحتجون على وفاة جورج فلويد، حيث استخدم أفراد من الشرطة يمتطون الجياد وجنود مسلحون الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لإبعاد المحتجين قبل أن يسير ترامب من البيت الأبيض عبر ساحة لافاييت إلى الكنيسة التي لحقت بها أضرار بسبب النيران في غمرة الاحتجاجات الأحد الماضي، ورفع ترامب الإنجيل أمام الكنيسة.
وقال كبير الأساقفة ويلتون غريغوري، وهو أكبر زعيم ديني كاثوليكي في العاصمة الأميركية، في بيان أمس إن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية لما يقرب من 40 عاما، ما كان «ليتغاضى عن استخدام الغاز المسيل للدموع وغيره من وسائل الردع لإسكات (المحتجين) أو تفريقهم أو ترويعهم من أجل صورة أمام مكان للعبادة والسلام».
واصطف مئات المحتجين الذين يرددون الهتافات في الشارع قرب النصب المقام للبابا حاملين لافتات مكتوب عليها و«ترامب يهزأ بالمسيح» و«كنيستنا ليست مكانا لالتقاط الصور».
كذلك انتقد الأسقف مايكل كوري رئيس المجلس التنفيذي للكنيسة الأسقفية ترامب لاستخدامه الكنيسة والإنجيل لغايات حزبية.