عواصم ـ خلدون قواص ووكالات
أوردت وكالة «نورنيوز» شبه الرسمية الإيرانية أمس، أن شحنات الوقود الإيرانية إلى لبنان التي تهدف للمساعدة في تخفيف نقص الوقود الذي يشل البلاد اشتراها بالكامل مجموعة من رجال الأعمال اللبنانيين المقربين من حزب الله.
ويأتي التقرير بعد ساعات من إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن شحنة وقود إيرانية في طريقها إلى لبنان.
وقالت «نورنيوز»، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، «أكدت معلومات تلقاها موقع نورنيوز، أن شحنات الوقود الإيراني التي ذكرها السيد حسن نصرالله اشترتها مجموعة من رجال الأعمال اللبنانيين الشيعة، وتعتبر من ممتلكاتهم منذ لحظة تحميلها في إيران».
وحذر معارضو حزب الله في لبنان من عواقب وخيمة للخطوة. وفي رد سريع له على تصريحات نصرالله، تساءل الرئيس سعد الحريري في بيان له قائلا: «هل ما سمعناه عن وصول السفن الإيرانية هو بشرى سارة للبنانيين أم إعلان خطير بزج لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية؟».
وأضاف: «يعلم حزب الله أن أساس أزمة المحروقات في لبنان تنشأ عن التهريب المتعمد لخدمة النظام السوري، والأجدى في هذه الحالة وقف التهريب بدل تمنين اللبنانيين بالحصول على المازوت الإيراني».
وحذر من أن الحزب يعلم جيدا «ان سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات إضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى».
وقال إن «اعتبار السفن الإيرانية أراضي لبنانية يشكل قمة التفريط بسيادتنا الوطنية، ودعوة مرفوضة للتصرف مع لبنان كما لو انه محافظة إيرانية. ونحن بما نمثل على المستوى الوطني والسياسي لن نكون تحت أي ظرف غطاء لمشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم».
وقال «نعم المواقف التي سمعناها تقول للبنانيين انهم لا يريدون حكومة. فأي حكومة هذه التي يريدونها ان تفتتح عملها باستقبال السفن الإيرانية والاصطدام مع المجتمع الدولي، في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان إلى حكومة تحظى بدعم الأشقاء والأصدقاء. يستطيع حزب الله أن يحصل على تأشيرة تواطؤ مع العهد، وأن يغطي نفسه بصمت الفريق الرئاسي، لكنه لن يحصل من أكثرية اللبنانيين على إجازة مرور لتسليم لبنان للسطوة الإيرانية».
وتابع «نعم ان إيران تعطل تأليف الحكومة. وإلا كيف تجيز الدولة الإيرانية لنفسها مخالفة القوانين الدولية فتقبل إرسال السفن إلى لبنان دون موافقة الحكومة اللبنانية؟».
وتساءل: «هل نحن في دولة تسلم فيها حزب الله كل الحقائب الوزارية، من الصحة إلى الاقتصاد إلى الدفاع إلى المرافئ والأشغال العامة، له ساعة يشاء أن يطلب الدواء من إيران، وان يستدعي السفن الإيرانية المحملة بالمازوت والبنزين وأن يهدد بإدخالها بحرا وبرا وجهارا نهارا، رغما عن السلطات العسكرية والأمنية؟!».