أكدت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) على خطورة النفايات البلاستيكية وتزايدها بشكل مستمر خاصة في البيئة البحرية، حيث بلغت كمياتها أحجاما هائلة فهي تعادل اليوم طنا من البلاستيك لكل طن من الأسماك. وأشارت المنظمة في افتتاحية نشرتها الشهرية لشهر أغسطس 2021، إلى انه في حال استمرار التعامل مع هذه النفايات بالطرق الحالية نفسها ودون الوصول إلى حلول إبداعية، فمن المتوقع أن تبلغ كميات النفايات 3 أطنان لكل طن من الأسماك بحلول عام 2050. كما سيحتاج العالم إلى مساحات من الأراضي تعادل نحو 10 مرات من حجم الكرة الأرضية لاستخدامها كمكبات للنفايات بحلول عام 2055.
ولفتت إلى أنه في حين ان هناك دولا مازالت تبحث عن حلول لهذه المشكلة المتنامية، نجد دولا أخرى استطاعت بجدارة عبر الإدارة السليمة والآمنة للنفايات البلاستيكية، ضمن مفهوم الاقتصاد التدويري في أن تستغلها الاستغلال الأمثل في الحفاظ على مواردها الطبيعية كونها حق أصيل للأجيال القادمة، من خلال إنتاج الطاقة منها، وإنتاج وقود الديزل والغازولين، وغيرها من المنتجات ذات القيمة المضافة. فنجد أن دول الاتحاد الأوروبي وضعت هدفا للوصول إلى إعادة تدوير نحو 50% من النفايات البلاستيكية بحلول عام 2025، ثم إلى 55% في عام 2030، مستهدفة نسبة 100% بحلول 2050، مقارنة بنسبة 35% عام 2010، و23% فقط عام 2001. هذا، ولم تنجح تلك الدول بمفردها في أن تتغلب على هذه المشكلة، ولكن كان ذلك من خلال تضافر الجهود التشاركية بين المجتمع والمنظمات والهيئات الحكومية والخاصة والبحثية، ومؤسسات التمويل المالي.
كما كان لإقرار بعض السياسات والتشريعات التي سنتها الدول دورا فاعلا في وضع المعايير المناسبة والتنسيق الملائم لسلسلة ومنظومة التدوير وخطط الجمع وأنظمة الفرز وعمليات إعادة التدوير وزيادة القيمة المضافة لنفايات البلاستيك.
وإيمانا بأهمية موضوع النفايات البلاستيكية وأضرارها البيئية، وضرورة الاستفادة منها، فقد سبق للأمانة العامة لمنظمة أوابك إصدار دراسة فنية متخصصة تسلط فيها الضوء على الأخطار الناتجة عن النفايات البلاستيكية، وبحث إمكانية الاستفادة منها تحت عنوان «إعادة تدوير النفايات البلاستيكية: فرص استثمارية وحلول بيئية» في يونيو 2020.