يعرف المستثمر جيدا كم من الصعب أن يعثر على الاستراتيجية التي تناسبه، ومدى صعوبة تحقيق عوائد طويلة الأجل، لذلك يحظى المستثمرون الذين صنعوا لأنفسهم مكانا في التاريخ المالي بإعجاب كل من يعمل في مجال الاستثمار، ولم يعتمد المستثمرون الناجحون على طريقة واحدة في بناء ثرواتهم، بل اختلفت الاستراتيجيات والفلسفات التي طبقوها في استثماراتهم بشكل كبير:
1- بنيامين جراهام
يعد بنيامين جراهام الأب الروحي لاستثمار القيمة، وتحليل الأوراق المالية، ويكمن جوهر استثمار القيمة لدى جراهام في أن أي استثمار يجب أن يكون ذا قيمة أكبر بكثير من الأموال التي دفعها المستثمر به.
كما كان جراهام يؤمن بأهمية تحليل الوضع المالي للشركات، والبحث عن الشركات ذات الميزانية العمومية القوية، أو تلك التي لديها ديون قليلة، وهوامش ربح أعلى من المتوسط، وتدفقات نقدية كبيرة، وقد كتب جراهام اثنين من الكتب المهمة في مجال الاستثمار، وهما «المستثمر الذكي»، و«تحليل الأوراق المالية».
2- جون تمبلتون
كان المستثمر الأميركي البريطاني جون تمبلتون من أكثر المستثمرين نجاحا، وقدرة على اختيار الأسهم التي تحقق عوائد كبيرة، وكان يركز على الاستثمار طويل الأجل، والفائدة المركبة، فخلال فترة الكساد اشترى تمبلتون أسهما بأسعار منخفضة، في الوقت الذي كان الآخرون يبيعون أسهمهم، وحقق بسبب ذلك أرباحا كبيرة، وقد أنشأ تمبلتون بعض أكبر وأنجح صناديق الاستثمار في العالم.
3- توماس رو برايس جونيور
يعتبر المستثمر الأميركي توماس رو برايس جونيور الأب الروحي لاستثمار النمو، إذ تعلم خلال فترة الكساد أهمية الاستثمار طويل الأجل، فاستثمر في الشركات الجيدة على المدى الطويل، وكان يرى أن على المستثمرين التركيز بشكل أكبر على انتقاء الأسهم الفردية على المدى الطويل، ومن العوامل الأساسية التي ساهمت في نجاحه الانضباط، والاستمرارية، وإجراء الأبحاث اللازمة.
4- جون نيف
انضم المستثمر الأميركي جون نيف إلى شركة «ويلينجتون مانجمنت» عام 1964، وظل يعمل بها لأكثر من 30 عاما، وقام بإدارة 3 من صناديقها بنجاح، وكانت استراتيجيته الاستثمارية المفضلة تكمن في الاستثمار في الصناعات الشعبية من خلال مسارات غير مباشرة، كما كان يعتمد على استثمار القيمة، وقد أدار صندوق «وندسور» لمدة 31 عاما، وحقق عوائد بنسبة 13.7%.
5- جيسي ليفرمور
لم يتلق المضارب الأميركي جيسي ليفرمور أي تعليم رسمي، ولم يكن لديه أي خبرة في مجال تداول الأسهم، فقد كان رجلا عصاميا، صنع نفسه بنفسه، وتعلم من الرابحين والخاسرين، وبدأ ليفرمور في تداول الأسهم في أوائل سن المراهقة، وفي عمر السادسة عشرة حقق أرباحا أكثر من ألف دولار، وكان هذا مبلغا كبيرا في هذا الوقت، وخلال السنوات التالية عمل في سوق الأوراق المالية، وجنى الأرباح بطريقة غير قانونية، من خلال شركات وساطة غير مرخص لها بالتعامل في الأوراق المالية.
6- بيتر لينش
أدار المستثمر الأميركي بيتر لينش صندوق «فيديليتي ماجلان» من عام 1977 حتى 1990، وخلال هذه الفترة زادت قيمة الأصول التي يديرها الصندوق من 18 مليون دولار إلى 14 مليار دولار، ويعتمد لينش في اختيار الأسهم على ما يعرفه، أو ما يمكن أن يفهمه بسهولة.
7- جورج سورس
يعتمد الملياردير المجري الأميركي جورج سورس على المضاربة على المدى القصير، وقد أسس عام 1973 صندوق التحوط «سورس فاند مانجمنت»، والذي حقق نموا كبيرا على مدار السنوات، حتى أصبح في النهاية صندوق التحوط الشهير «كوانتوم فاند»، والذي أداره سورس بنجاح على مدار عقدين، وخلال هذه الفترة حقق الصندوق تحت إدارته عوائد سنوية كبيرة تجاوزت الـ 30%، كما حقق الصندوق عوائد سنوية تجاوزت الـ 100% مرتين.
8- وارين بافيت
يعتبر المستثمر الأميركي وارين بافيت أحد أكثر المستثمرين نجاحا في التاريخ، وقد اعتمد بافيت في بناء ثروته، على مبادئ بنيامين جراهام، وبنى ثروته التي تقدر بمليارات الدولارات، من خلال شراء الأسهم والشركات عبر شركته «بيركشاير هاثاواي».
وتبلغ ثروة الذين استثمروا 10 آلاف دولار في «بيركشاير هاثاواي» عام 1965، أكثر من 165 مليون دولار في الوقت الحالي، ويعتمد أسلوب بافيت في الاستثمار على الصبر، والانضباط، والقيمة.
9- جون بوجل
أسس المستثمر الأميركي جون بوجل شركة «فانجارد» المتخصصة في إدارة الصناديق المشتركة عام 1975، ونجح في جعلها واحدة من كبرى الشركات المتخصصة في إدارة الصناديق الاستثمارية، وتعتمد فلسفة بوجل في الاستثمار على تحقيق عوائد من خلال الاستثمار في صناديق المؤشرات المشتركة منخفضة التكلفة، والمدارة بشكل سلبي.
10- ويليام جروس
يعتبر المستثمر الأميركي ويليام جروس ملك السندات، فهو المؤسس المشارك لشركة «بيمكو»، ويدير هو وفريقه أصولا ذات دخل ثابت تبلغ قيمتها أكثر من 1.92 تريليون دولار، ويركز جروس في استثماراته على السندات واستثمارات الدخل الثابت.