تحت شعار «هي لنا دار» تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني الـ 91، وهو تاريخ توحيد المملكة على يد الملك الموحد والمؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - حيث تم إعلان ذلك في 21 جمادى الآخرة 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م، ومن ثم أصبح اليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر من كل عام يوما وطنيا للمملكة.
ففي مثل هذا التاريخ من كل عام، تستذكر المملكة، أصالة تاريخها المجيد ومسيرة إنجازاتها العظيمة التي تحققت منذ الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وأرسى قواعد البنيان وسار على نهجه أبناؤه البررة المخلصون وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لتصبح السعودية اليوم دولة قوية ذات مكانة عالمية وإقليمية شامخة ومؤثرة وفاعلة.
وعهد الملك سلمان بن عبدالعزيز هو استمرار لعهود الخير في وطن الخير، اذ تعيش المملكة في ظله واقعا مزدهرا وحافلا بالمشروعات الطموحة والكبيرة، على جميع الأصعدة التعليمية والصحية والصناعية والعسكرية والسياحية والاقتصادية والتجارية والرياضية والتنمية البشرية.
ويأتي احتفال المملكة هذا العام باليوم الوطني الـ 91، وقد تبوأت مكانة عالية بين دول العالم لتأثيرها البالغ في مسيرة الاقتصاد العالمي ولمواقفها الثابتة السياسية خصوصا في الأزمات التي تتطلب الحكمة والوضوح والواقعية.
ويجسد شعار هذا العام لليوم الوطني «هي لنا دار» الهوية المتكاملة للمملكة، فهو شعار شامل لكل من يعيش على هذه الأرض المباركة من سعوديين ومقيمين، فالكل يعترف بفضل هذه الأرض وقيادتها، ولعل أنصع هذه المواقف وآخرها ما صاحب جائحة كورونا حيث تجلت إنسانية القيادة بتوفير اللقاح لكل من يقيم على أرض المملكة حتى من مخالفي نظام الإقامة والعمل، وهو موقف إنساني فريد.
ديبلوماسية هادئة
تشكل السعودية صمام أمان للمنطقة العربية والإسلامية بما تمتلكه من ثقل سياسي أهلها للعب دور بارز في حفظ استقرار الشرق الأوسط، لاسيما أنها حاضنة الحرمين الشريفين والدولة ذات القوة السياسية والاقتصادية، ما أسهم بشكل واضح في حفظ التوازنات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم.
وتبرز المكانة الديبلوماسية الكبيرة التي تمتلكها المملكة في جهودها الساعية دوما الى تحقيق السلام والاستقرار والدفاع عن الثوابت والحقوق العربية والمقدسات الاسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وتنتهج المملكة ديبلوماسية رصينة هادئة، تعبر عن نفسها في اللقاءات السياسية المتواصلة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، من خلال جولات خارجية لعدد من الدول العربية الشقيقة والدولية والصديقة حققت نتائج إيجابية نحو تعزيز العلاقات بين المملكة وتلك الدول في مختلف المجالات.
كما يلعب الاقتصاد السعودي دورا مهما في المحافظة على التوازن في الأسواق الدولية للنفط من خلال عملاق النفط العالمي شركة (أرامكو) السعودية، إذ أثبت مرونة وقدرة عالية على التعامل مع الظروف الاقتصادية الطارئة، بالإضافة الى كون المملكة عضوا فاعلا في مجموعة الـ 20 الاقتصادية التي تضم أقوى اقتصادات العالم.
مشاركة داعمة لجهود الأمم المتحدة
مضت المملكة منذ توقيعها على ميثاق منظمة الأمم المتحدة عام 1945م داعمة ومناصرة لجهود المجتمع الدولي سعيا لإحلال الأمن والسلام الدوليين، مرتكزة على ثقلها السياسي ودورها الريادي عربيا وإسلاميا، ومبادئ الميثاق فعملت ومازالت على معالجة مختلف القضايا بالحوار البناء، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومكافحة الإرهاب.
وتلتزم المملكة بالأسس التي تضمنها ميثاق الأمم المتحدة، وسعت نحو تطبيقه على الواقع وحرصت على دعم المنظمة ووكالاتها المتخصصة بوصفها تشكل إطارا صالحا للتعاون بين الأمم والشعوب ومنبرا مهما للتخاطب والتفاهم ووسيلة فاعلة لفض المنازعات وعلاج الأزمات.
وانبرت جهود المملكة بحكم عضويتها ودورها الفاعل في المنظمة صوتا عربيا وإسلاميا وأمميا تترجمها خطابات قادتها من على منبر الأمم المتحدة دفاعا عن مختلف القضايا العربية والإسلامية، ودعما لقضايا الأمن والسلام، والدعوات المتواصلة للحوار بين الحضارات، إضافة إلى مواجهة الإرهاب، وقضايا التنمية والإغاثة والأعمال الإنسانية، إضافة إلى إقامة العلاقات الإنسانية على قواعد الحق والإخاء والعدالة بين الشعوب.
وتعددت جوانب دعم المملكة للأمم المتحدة فشملت الإسهام في الحد من آثار الكوارث الطبيعية ومكافحة الفقر والأمراض من خلال تبرعها لصناديق الأمم المتحدة المتعددة ومنها برامج الغذاء العالمي، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
نهضة تنموية شاملة
يحتفل السعوديون باليوم الوطني لوطنهم الغالي وهم يحققون إنجازات حضارية واضحة، ممثلة في المشاريع التنموية المهمة والكبيرة التي بدأ تنفيذها خلال السنوات الأخيرة ضمن رؤية المملكة 2030، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: مشروع (نيوم) ومشروع (القدية) ومشروع (البحر الأحمر) وهي المشاريع التي تسعى الحكومة السعودية من خلالها الى تعزيز مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية.
وحققت المملكة إنجازات على الأصعدة الاقتصادية والمالية كافة، وهو ما تؤكده المؤشرات الاقتصادية الإيجابية التي تحققت بفضل العديد من المشروعات التنموية الضخمة التي تقف شاهدة على تقدم ورقي السعودية في مصاف الدول المتقدمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان برؤية 2030 الطموحة وبرامجها الوطنية التي تقود البلاد إلى تحقيق قفزات ونجاحات حضارية متعددة في جميع المجالات.
إضافة الى ذلك، تواصل المملكة تحقيق الإنجازات في مختلف القطاعات العامة والخاصة ومنها العلوم والتقنية والابتكار بما سيسهم في نمو المملكة وتطورها تحقيقا لرؤية.
«رؤية 2030» تمكّن الاقتصاد من تجاوز تداعيات «كورونا»
على الرغم من استمرار تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وعلى الرغم من الآثار السلبية التي خلفتها في معظم دول العالم، فإن (رؤية المملكة 2030) ببرامجها الطموحة أسهمت في تجاوز الكثير من هذه التداعيات، بل حققت نجاحا لافتا على كل المستويات، وهو الأمر الذي أكدته التقارير الصادرة حديثا عن الكثير من المنظمات العالمية المتخصصة، وفي صدارتها الرعاية الصحية التي أولتها الحكومة السعودية جل اهتمامها، بتوجيه من القيادة الرشيدة، حرصا على سلامة المواطنين والمقيمين.
ومن بين برامج الرؤية التي كان لها دور كبير وأثر ملموس في خضم هذه المرحلة الاستثنائية برنامج الاستدامة المالية (برنامج تحقيق التوازن المالي سابقا) الذي استهدف في مرحلته السابقة إلى مراقبة واستشراف الأداء المالي بهدف تعظيم الإيرادات النفطية وغير النفطية ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي وإدارة المخاطر المصاحبة لذلك، مع الاحتفاظ باحتياطيات مالية مناسبة وقدرة عالية مستدامة على الاستدانة من الأسواق المالية المحلية والدولية وفقا لاستراتيجية الدين العام متوسطة المدى وذلك لتحقيق الاستدامة المالية.
وقد نجح البرنامج خلال مرحلته الأولى في تحقيق الكثير من الإنجازات، من أبرزها: تعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي، وإدارة الهدر المالي، فضلا عن مراجعة المشاريع الحكومية والتأكد من تحقيقها للأثر الإيجابي المرجو، سواء على صعيد الاقتصاد الوطني أو المواطنين. وتتم مواءمة أنشطة البرنامج - كما هو الحال في كل برامج رؤية المملكة 2030 - من خلال خطط التنفيذ المعتمدة التي تسترشد بأهداف محددة مسبقا ومؤشرات أداء رئيسة مرتبطة بأهداف على مدى خمس سنوات. وقد شهدت هذه المرحلة إطلاق عدد من المبادرات، منها: رفع كفاءة الإنفاق الحكومي التشغيلي، وتأسيس وحدة الشراء الاستراتيجي، وهيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية.
ولايزال البرنامج يواصل تطبيق عدد من المبادرات التي أتاحت موارد لتنفيذ خطط التحول الاقتصادي وتمويل النفقات ذات البعد الاجتماعي وتقليل حدة التأثر من تقلبات أسواق النفط. ومن هذه المبادرات الإصلاحات المالية المقرة في البرنامج، ومنها: حساب المواطن، وحزم التحفيز للقطاع الخاص، وتطبيق المقابل المالي على الوافدين، ورفع ضريبة القيمة المضافة، وتصحيح أسعار الطاقة، وزيادة الرسوم الجمركية على بعض السلع المتعلقة بالمنتجات الضارة. ومع انتقال البرنامج إلى المرحلة الجديدة تمت مراجعته وتقييمه وإعادة تنظيمه ليتناسب مع احتياجات المملكة خلال المرحلة القادمة وضمان التواؤم مع المتغيرات الاقتصادية، والذي من شأنه دفع عجلة إنجاز تحقيق «رؤية المملكة 2030» بالشكل الأمثل ليصبح برنامج الاستدامة المالية.
أنموذج متفرد في إدارة الأزمات
أضافت تجربة المملكة في مواجهة جائحة كورونا المستجدة، مفاهيم مبتكرة في إدارة الأزمات، وقدمت للعالم أنموذجا في تعاملها مع تداعيات الموقف صحيا، واجتماعيا، واقتصاديا، متفردا بقيمه الإنسانية فلم تفرق بين مواطن ووافد على ثراها، وإلى أبعد من ذلك امتدت جهود المملكة خارجيا لتساند الأسرة الدولية حماية لملايين البشر من خطر الجائحة.
واتسمت إدارة الأزمة في المملكة بالنهج التكاملي لمنظومة العمل الحكومي والأهلي والتطوعي، غايتها في المقام الأول الحفاظ على الصحة العامة وفق المعايير المعتمدة، إلى جانب دعم جهود الدول والمنظمات الدولية وبالأخص منظمة الصحة العالمية لوقف انتشار الفيروس ومحاصرته والقضاء عليه - بإذن الله-.
واستندت المملكة في إستراتيجية مواجهة الجائحة، إلى خبراتها المتراكمة على مدى عقود في التعامل مع الأوبة والحشود البشرية خلال مواسم الحج والعمرة خاصة في شؤون التنظيم والرعاية الصحية، إلى جانب البنية التحتية المتقدمة للقطاع الصحي، الذي يوفر رعاية طبية وخدمات علاجية من خلال أكثر من 494 مستشفى موزعة في مختلف مناطق المملكة.
وتضمنت جهود المملكة على المستوى العالمي تقديم 10 ملايين دولار دعما لمنظمة الصحة العالمية، واستجابة للنداء العاجل الذي أطلقته لجميع الدول، بهدف تكثيف الجهود من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار كورونا.
ومع عودة الحياة بشكلها الطبيعي تدريجيا مع الإبقاء على بعض الإجراءات حفاظا على السلامة استطاعت المملكة تجاوز أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد بأقل الخسائر في ظل الجهود التي بذلتها الدولة لحماية المواطنين والمقيمين.
المرأة ركيزة أساسية في رؤية المملكة 2030
حظيت المرأة السعودية باهتمام ورعاية القيادة الحكيمة ومنحتها سبل التمكين بحزم من القرارات التاريخية لتشكل نقلة نوعية وغير مسبوقة عزز من دورها في مختلف الميادين، فأضحت شريكا فاعلا في رفعة الوطن ونمائه، وحققت نجاحات نوعية تباينت مجالاتها علميا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.
وتستند المرأة وهي تشاطر الرجل في خدمة المجتمع والوطن بشكل أوسع، إلى ثقة القيادة الرشيدة بدورها المحوري والحيوي، وللقيام بدور ملموس في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة وفي صناعة القرار ومراقبة أداء الأجهزة الحكومية، فقد صدر الأمر الملكي بتعيين أول امرأة سعودية في منصب مساعد رئيس مجلس الشورى، تشريفا وتتويجا ودعما للمرأة السعودية وتعزيزا لمشاركتها في التنمية الشاملة التي تعيشها المملكة.
واستكمالا للحقوق التي عززت مكانة المرأة السعودية كفرد أساسي وشريك في تنمية المجتمع، تم تعيين 13 سعودية في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان، ومنح متدربات القانون رخصة مزاولة المهنة، إضافة إلى توحيد سن التقاعد بين الرجل والمرأة بما يتلاءم مع نظام العمل، واستحداث عدة برامج تدعم استقرار المرأة الوظيفي، كبرنامج «وصول» الذي يسهل تنقلات المرأة من وإلى عملها، وبرنامج «قرة» لدعم الموظفة الأم بالاعتناء بأطفالها أثناء ساعات عملها.
ومع هذه التحولات في مسيرة تمكين المرأة السعودية سنت التشريعات والقواعد الخاصة بحمايتها، كذلك منحها الحقوق ذاتها التي كفلها القانون فيما يتعلق بالسفر لمن تجاوز 21 عاما، والسماح بقيادة المرأة، وإصدار قانون مكافحة التحرش، إضافة إلى تسهيل استخراج المرأة السعودية الوثائق وتجديدها لأفراد أسرتها، وغيرها من الأنظمة.
ونجد أن رؤية 2030م اختصت بأولويات ومستهدفات ركزت على مشاركة المرأة السعودية الكاملة على كافة الأصعدة واستثمار طاقاتها وتوفير مناخ يتلاءم معها وتقديم خدمات تسهل عليها القيام بواجباتها الوطنية، وهو ما دعا وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الى اتخاذ خطوات ضمن مستهدفاتها للمرأة السعودية المتمثل في محورها الرئيسي «تمكين المرأة» من خلال مؤشرات معيارية لقياس نسبة تحقيقها لأهدافها، وذلك بتفعيل ومتابعة زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتقليص الفجوة بين القوى العاملة من الجنسين، لتحقيق التوازن الاقتصادي.
التوسعة الثالثة بالمسجد الحرام ..جودة بناء وروعة تصميم
فتحت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، خلال شهر رمضان للعام (1442هـ)، التوسعة السعودية الثالثة بالمسجد الحرام، لأداء الصلوات، وذلك تحقيقا لأعلى معايير السلامة، وتطبيق الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة قاصدي وزوار البيت العتيق خلال أزمة جائحة كورونا. وجهزت الرئاسة 60 مصلى داخل التوسعة، 38 للرجال، و22 للنساء، وزودت جميع مداخل التوسعة بكاميرات لقياس درجة الحرارة، ووزع موظفو الرئاسة على أربع ورديات، وبجانبهم أكثر من 320 عاملا ومشرفا للعمال الخدمية. وتتسم التوسعة السعودية الثالثة في المسجد الحرام بالتصميم الإنشائي والهندسي للتوسعة السعودية الثالثة، والذي جاء بأحدث التصاميم وبشكل فريد ومميز، سهل عملية تطبيق الإجراءات الاحترازية وتوزيع المصليات، في ظل توفير جميع الإمكانات، وتقديم أفضل وأرقى الخدمات لزوار وقاصدي المسجد الحرام.
العمل الإغاثي والتطوعي في المملكة مؤشر الرقي والتحضر
تولي المملكة العربية السعودية أولوية قصوى للعمل الإنساني والإغاثي في جميع أنحاء العالم، حيث أصبح العمل التطوعي مقياسا يعكس تحضر الأمم والشعوب.
وتحتفي المملكة ممثلة في هيئة الهلال الأحمر السعودي لترسيخ مفهوم القيم الإنسانية بكل صورها وأشكالها، وفي مقدمتها العمل في أقسى الظروف من أجل التخفيف من حدة الآلام والمعاناة التي يعيشها اللاجئون والنازحون في جميع الدول، وتأكيدا للقيم النبيلة بغضّ النظر عن الجنس والدين واللون.
وتحرص المملكة على الاستفادة من زيادة وعي المجتمع بأهمية العمل الإنساني الذي تقوم به، ليس في تقديم الخدمة الإسعافية الطارئة فحسب، وإنما لتشمل التوعية بجميع الأنشطة التي تقوم بها، لاسيما القانون الدولي الإنساني ونشر مبادئه لدى أفراد المجتمع.
ويهدف العمل التطوعي في هيئة الهلال الأحمر السعودي إلى معان إنسانية سامية منها: تنمية الحس الوطني في الإسهام بالبرامج الإنسانية، والاستعانة بهم في حالات الطوارئ وأثناء مواسم الحج والعمرة، وخدمة الحجاج والمعتمرين في الحرمين الشريفين في رمضان وموسم حج، وخدمة المصلين في الحرمين الشريفين أيام الجمع، ودعم المراكز الإسعافية في مناطق المملكة وتغطية الفعاليات الرياضية، وزيارة المرضى والمصابين في المستشفيات، والمشاركة في مختلف المهرجانات والفعاليات المتنوعة في المملكة.
واعتمدت الهيئة في توزع وانتشار وافتتاح المراكز الإسعافية على مبدأ تقليص زمن الاستجابة الذي يعد من أهم معايير الهيئة لإنقاذ المرضى والمصابين وتقليص الإعاقات لإبقاء المرضى والمصابين كأشخاص فاعلين في المجتمع، ومن هنا يتم تنفيذ رؤية الهيئة ورسالتها، معطية جانب الإسهام في تدريب أفراد المجتمع أولوية خاصة، عبر الممارسات الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع الحدث قبل وصول الفرق الإسعافية، ومن هذا المنطلق عملت الهيئة على تثقيف أفراد المجتمع وزيادة وعيهم في كيفية تجنب حدوث مضاعفات - لا قدر الله - للمصاب.
وتقوم هيئة الهلال الأحمر السعودي بجميع هذه الأدوار بالتعاون مع أفضل المؤسسات التعليمية والطبية المتخصصة، محققة معدلات أداء مرتفعة في أعداد المستفيدين من المناشط التدريبية والتوعوية والتثقيفية للمجتمع، التي قامت بها الهيئة خلال الأعوام السابقة، ونوعية هذه البرامج والمشاركات.
هي لنا دار
بقلم: سمو الأمير سلطان بن سعد بن خالد آل سعود
سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت الشقيقة
بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ 91
يشرفني في ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية الـ 91 ان أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات الى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظهما الله، وإلى العائلة المالكة والشعب السعودي داخل المملكة وخارجها.
إن هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا تعيدنا الى قصة المجد والعطاء والخير لهذا البلد الكريم منذ تأسيسه على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وما قدمه من بطولات وتضحيات لتوحيد المملكة وإرساء دعائم الدولة والحفاظ على وحدتها باتباع الشرع الحنيف وسنة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم، واستمر أبناؤه البررة في حمل الراية من بعده يسيرون بنا بخطى ثابتة نحو تنمية وتطوير هذه البلاد المباركة متمسكين بعقيدتها الصافية وبالمحافظة على أصالة المجتمع وثوابته.
لقد منّ الله على بلادنا بشرف خدمة الحرمين الشريفين وزوارهما، وقد حرصت المملكة منذ نشأتها على القيام بواجبها ومسؤولياتها بما يخدم الإسلام ويحقق تطلعات المسلمين بأداء مناسك الحج والعمرة بكل يسر وسهولة.
لقد أعلنت المملكة في عام 2016 عن رؤيتها الطموحة 2030 التي تحظى بدعم ورعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبإشراف وقيادة سمو ولي العهد - حفظهما الله - وقد تم إطلاق عدة مشاريع وفي مقدمتها مشروع البحر الأحمر، ونيوم، وذا لاين، ومبادرة السعودية الخضراء، ومترو الرياض، والبرنامج الوطني للطاقة المتجددة، ومشروع القدية، وبرنامج تطوير الدرعية التاريخي، والقمر الصناعي شاهين سات، وبرنامج تنمية القدرات البشرية، والتي ستحقق بإذن الله ضمان استمرار الرخاء والازدهار للشعب السعودي وللأجيال القادمة.
وأود أن أضيف ان المملكة العربية السعودية مستمرة في سياستها الخارجية بخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وتسخير كل إمكاناتها لتحقيق السلام والأمن الدوليين، وعدم التدخل في شؤون الغير، مما أكسبها مكانة مرموقة تحظى باحترام وتقدير الجميع.
تعتبر هذه الذكرى المباركة أكبر دافع ومحفز للمضي قدما في شحذ همم وعزيمة أبناء وبنات هذا الوطن الكريم لمواصلة المسيرة في البناء والتنمية والتطوير، والوصول به لمصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات.
كل عام وبلادنا بخير وعزة ورفعة ومجد وستبقى المملكة (هي لنا دار) وحصنا قويا لكل محب للخير ومحب لدينه ووطنه.
الملحق الثقافي سعد الشبانة: العلاقات السعودية - الكويتية تتميز بعمقها التاريخي
رفع الملحق الثقافي السعودي في الكويت د.سعد بن محمد الشبانة أسمى آيات التهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وإلى الشعب السعودي الكريم بمناسبة الذكرى الحادية والتسعين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ ولاة الأمر، وأن يديم على المملكة ما تتمتع به من خير وازدهار وأمان في ظل قيادتها الحكيمة.
واستذكر الشبانة في هذه المناسبة العزيزة تاريخا وطنيا حافلا بالإنجازات، ابتداء من عهد الملك المؤسس ـ طيب الله ثراه ـ الذي أرسى دعائم الوحدة، مرورا بأبنائه الذين واصلوا من بعده مسيرة البناء والإنجاز، وصولا إلى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، الذي نعيش فيه حقبة مفصلية، ومرحلة تاريخية من الإنجاز على المستوى الداخلي للمملكة، قوامها التخطيط الاستراتيجي، والعمل على رفع كفاءة الاقتصاد الوطني، ودعم التوجهات التنموية في مختلف المجالات، والتي يأتي في طليعتها إطلاق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وما تحمله من برامج نوعية، ومشروعات كبرى.
ولفت الملحق الثقافي في الكويت إلى ما حققته المملكة من إنجازات دولية مهمة عززت دورها القيادي، وأكدت متانة علاقاتها مع العالم الخارجي، وعمق تأثيرها السياسي الكبير على الخارطة الدولية، بفضل قيادتها الرشيدة التي تتعامل مع مختلف القضايا الدولية بحكمة وبعد نظر، مستشهدا في ذلك بالعلاقات السعودية ـ الكويتية التي تتميز بعمقها التاريخي المبني على الأخوة والترابط الرسمي والشعبي الكبير، والرؤى المشتركة تجاه مختلف القضايا إقليميا وعالميا.
واختتم الشبانة حديثه سائلا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ المملكة وقيادتها وشعبها، مؤكدا أنها بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل دعم وتوجيه قيادتها الرشيدة، والجهود الحثيثة التي يبذلها أبناؤها المخلصون، تسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافها التنموية، وبلوغ رؤيتها الطموحة.