- العنزي: يجوز للأم منع ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة من الذهاب للمسجد
- الشطي: على العلماء أن يشجعوا المصلين على العودة إلى بيوت الله لا على الابتعاد عنها
- العليمي: يجب إعطاء فتاوى أهل العلم والاجتهاد الاهتمام والرعاية والتحقيق والتنفيذ لها
- المرداس: طاعة الابن لأمه التي تدعوه للصلاة في البيت واجبة ومن باب البر والإحسان
- عيادة: من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة والجماعة الخوف من المرض أو نقله
- العتيبي: بر الوالدين مقدم على صلاة الجماعة وإن كانت واجبة
ليلى الشافعي
لا شك أن صلاة الجماعة بالمسجد لها فضل عظيم وهي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هناك أعذارا مبيحة تمنع المسلم من الذهاب للجماعة ومنها المرض. وبعد عودة الصلاة في المساجد بشروط احترازية ووقائية، هناك من هم مرضى ومن ذوي الاحتياجات الخاصة.
فهل من حق الأم التي تخاف على زوجها او ابنها التعرض للإصابة بكورونا أن تمنعه من الذهاب لأداء الصلوات بالمسجد وهل إذا فعلت ذلك تكون الأم آثمة؟ أم سيكتب لها الأجر لمنعها له؟ وهل على الابن أن يطيع أمه في هذا الأمر؟
يقول د.سعد العنزي: يجوز لهذه الأم منع ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة من الذهاب للمسجد في زمن انتشار فيروس كورونا وفي ضوء ما تسفر عنه التقارير الصحية المتتابعة من سرعة انتشاره وتحوله الى وباء عالمي، وعليه ينصح الاطباء بل يتعين على كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة من المرضى البقاء في بيوتهم ومنازلهم والالتزام بالاحترازات الصحية والوقائية.
تذويب للأحكام
من جهته، قال د.بسام الشطي: وضعت وزارة الصحة احترازات ومنعت بعض الفئات العمرية والمرضى ولكن ليس للأم ان تمنع ولدها المسجد فهم في ضيافة الرحمن والله يحفظ عبيده ولطيف بهم ولا علاقة ببر الوالدين، فالخوف الزائد قد يؤثر على المعتقد، ولابد من حسن التوكل وحسن الظن بالله، ولفت د.الشطي الى ان الذين يذهبون للمسجد منذ اسبوعين وملتزمين بالإجراءات الوقائية لم نسمع ان احدا منهم اصيب، واما الذين لم يلتزموا بالإجراءات فهم الذين أصيبوا.
وطالب د.الشطي العلماء وطلبة العلم بان يشجعوا المصلين على العودة الى بيوت الله لا أن نشجعهم على الابتعاد عن افضل الأماكن وأحبها الى الله ومكان الأمن والأمان وهي بيئة صالحة.
وقال الشطي: لقد ثبت في هذه الجائحة أن الناس الاكثر التزاما هم رواد المساجد، وأما التنازل على الفرائض والواجبات وتذويب الأحكام هذا ليس تيسيرا بل مخالفة صريحة. ونسأل الله ان يرينا وإياكم الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
خاطر الأم
ويؤكد د.محمد نايف العتيبي ان بر الوالدين من اعظم القرب ومن أوكد الواجبات ويقدم على صلاة الجماعة وإن كانت واجبة، والرسول صلى الله عليه وسلم رخص في ترك الجهاد والقتال لبعض الصحابة لخدمة الوالدين وسماه جهادا وجبر خاطر الام وإجابة طلبها واجب على الابن ولاسيما ان كان هناك مسوغ مثل الخوف من المرض.
يصلي في بيته
ويقول د.راشد العليمي من ينظر الى احكام الشريعة يجدها متكاملة مترابطة في فهم وفي امر واضح بإذن الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك الترابط والتكامل والفهم لها بشمولية ومن ذلك ما نحن فيه الآن (زمن الكورونا) من هذا الوقت والشعور بالخوف على الصحة من هذا المرض، فيجب على الانسان ان يقي نفسه منه، ومن ذلك لما شرع عدم صلاة الجماعة في المساجد حذرا من الاصابة بالمرض وانتقال العدوى ثم بعد ذلك تم السماح للصلاة في المساجد بأسباب وبكيفية خاصة لأداء الصلاة وبأمر واضح من وزارة الصحة بأن الصغار والكبار من يعاني منهم من أمراض مزمنة لا يأتي الى صلاة الجماعة في المساجد خشية لانتقال العدوى، ومن ذلك إذا نصحت الام ولدها وكان يعاني من امراض او من اصحاب الاحتياجات الخاصة حتى الكبار والذين تم منعهم من اداء الصلوات، فواجب على الابن ان يطيع امه وأيضا واجب على الزوج ان يطيع الزوجة خوفا على الصحة والمقدم على اداء صلاة الجماعة في المسجد.
وأشار د.العليمي الى انه بصدور فتاوى، وخاصة من اهل العلم والاجتهاد يجب ان نعطيها الاهتمام والرعاية والتحقيق والتنفيذ لها خصوصا اذا كان فيها حفظ على حياة الانسان ولا يأتي انسان ويصر على الذهاب الى صلاة الجماعة ويظن انه لو صلى في البيت صلاته غير صحيحة، نقول له صلاته صحيحة بإذن الله والذي منعه من الذهاب للمسجد خوفا على صحته، ولو ترك الانسان صلاة الجماعة خوفا على صحته فله الأجر كاملا بإذن الله لو صلاها في بيته.
فيجب على من يعاني من مرض ان يبتعد عن اماكن تجلب عليه الامراض ولربما تسبب له الابتعاد على الشفاء.
هذا، ويزيد د.خالد المرداس ان من مقاصد الشريعة السمحة المحافظة على النفس من كل ما يضر بها، فكيف بوباء قد يهلكها ويقتلها وخطورة هذا الفيروس أنه معدي ومتنقل، فقد ينقل من حضر الى الصلاة في المسجد الى اهله في البيت فيمرض الجميع، وهنا نقول ـ والله اعلى وأعلم ـ الواجب علينا بألا نكلف النفس فوق طاقتها وقدرتها، فالأمر ولله الحمد فيه التيسير والتخفيف والرحمة مع ثبات الاجر وحصوله، ومع ذلك يجب معرفة اسباب التخفيف او المنع من أداء الصلاة في المساجد، فالصلاة واجبة وهي ركن من اركان الاسلام لا يسقط اداؤها بأي حال من الأحوال في الحرب والسلم وفي الحضر والسفر وفي الصحة والمرض مادام الانسان يدرك ويعقل، وحين نطالب الصلاة في البيوت لا يعني اننا نعطلها او نمنعها او نقلل من قدرها وشأنها عياذا بالله، ولكن لدرء المفاسد وجلب المصالح وحفظ الانفس من الامراض او الموت، ففي السابق وقبل وباء كورونا كان الجميع يقيم الصلاة في المساجد جماعة ولأننا كنا في امن وأمان من هذا الفيروس الفتاك القاتل، وأذكر بأن خطر الفيروس مازال موجودا ولم ينته ولذا هناك من يصاب ويمرض وهناك من يصاب ويموت.
وأكد د.المرداس ان طاعة الابن لأمه التي تدعوه للصلاة في البيت واجبة وهي من باب البر والاحسان والمعروف، لأنها تخاف عليه من المرض او الموت، وبذلك يحصل امران هما:
الأول: اجر طاعة الوالدة لحرصها على ولدها وهو من باب حفظ النفس التي دعت اليه الشريعة المباركة. والامر الثاني: اجر الولد التام والكامل بإذن الله لأنه امتثل لأمر امه سمعا وطاعة وبرا ومعروفا واحسانا قال الله سبحانه وتعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) وقال تعالى: (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا) والله أعلم.
يجوز
ويرى د.مشعل عيادة العنزي انه يجوز ان يتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد من يخشى على نفسه المرض او كانت مناعته ضعيفة او يخشى ان ينقل العدوى الى الغير وهنا لا تكون الجماعة في المسجد واجبة عليه.
وعليه فللابن ان يبر بوالدته في طاعتها لهذه العلة ويؤجر على ذلك بطاعتها، وإنما لا تكون الطاعة واجبة لها في معصية الله لو لم يكن موجود ما يخشاه وهو المرض.
وقد ذكر الفقهاء ان من الاعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة والجماعة الخوف من حدوث المرض. جاء في الانصاف للمرداوي الحنبلي: «ويعذر من ترك الجمعة والجماعة المريض بلا نزاع ويعذر ايضا في تركها لخوف حدوث المرض».