كانت المياه من الموارد الطبيعية المتجددة في الأزمنة السابقة، لكن امكانية استمرار اعتبارها موردا متجددا ومدى كفايتها لحاجات البشر مستقبلا أصبحا أمرا غير مؤكد بل ومشكوكا فيه، وهذا ما يجعل العالم يعيش حالة من النقص في الأمن المائي.
ولو بحثنا عن الأسباب التي تؤدي الى ذلك لوجدنا أبرزها زيادة الكثافة السكانية وارتفاع الاستهلاك، وندرة الأمطار، وتغير المناخ، والتهديدات البيئية «الملوثات البيولوجية» والكوارث الطبيعية.
ولاتزال مشكلة المياه من أخطر المشكلات التي تعيشها المنطقة العربية في القرن الواحد والعشرين بسبب أن المنطقة تتسم بشح الموارد الطبيعية للمياه العذبة.
وتعتبر قضية المياه مهمة جدا، وقد بدأت بعض الدول بتبني اقتراح خطير جدا ومحاولة اقناع المجتمع الدولي بتطبيق تسعير المياه، وبالتالي بيع المياه الدولية، كما ان هناك تحديات كبيرة على العرب مواجهتها لحل مشكلة الأمن المائي، على سبيل المثال قضية مياه نهري دجلة والفرات، وازمة نهر النيل بين مصر وإثيوبيا ودول الحوض على تقاسم مياه النيل، كذلك مطامع اسرائيل التي اتهمت باستخدام المياه كعنصر اساسي في الصراع العربي ـ الاسرائيلي.
ولا يفوتنا ما قد تواجهه الكويت في المستقبل بشأن تهديد الأمن المائي، حيث تعتمد الكويت على تحلية المياه كمورد مائي رئيسي، وهذا الامر مقلق للغاية، فعند تلوث مياه البحر اشعاعيا بسبب حدوث أي كارثة اقليمية ستكون مياه التحلية غير مناسبة للاستهلاك، كما ستكون سببا في تفشي الأمراض الوبائية.
ومن كل ما سبق لابد من التركيز على قضية الأمن المائي، ومحاولة إيجاد الحلول البديلة لتفادي أي مشكلة مائية قد تواجهنا مستقبلا وطرح توصيات فنية بترشيد استهلاك الموارد المائية المتاحة وتنميتها وإضافة موارد مائية جديدة.
الباحثة: هيا صالح الزيداني
إشراف: أ.د.عبدالله الهاشم
جامعة الكويت ـ كلية الدراسات العليا ـ قسم المناهج وطرق التدريس