حامد العمران
تاريخ كرة اليد الكويتية وإنــــجازاتها تحتاج الى صفحات كثيــــرة لتكــــتب بها، ونجزم أن كـــرة اليـــد الكويتية هي الأولى فــــي الإنجازات على مستوى تاريخ الرياضة الكويتية، إذا اســـتثنينا الرماية التي باتت صاحبة العنوان الرئيسي لأي مؤرخ رياضي يريد الدخول في دهاليز الرياضة المحلية التي يكسوها في الوقت الراهن اللون الأسود، تعبيرا عن الحزن العميق الذي ينتاب قلوب أهل الكويت وبالأخص الرياضيين على المستقبل المجهول.
عموما لا نود أن نخوض في تفاصيل المجهول لأنه ليس هذا الموضوع الذي نود التطرق له في ما نكتب، والهدف الرئيسي في موضوعنا هذا هو ذكر احد أبراج الرياضة الكويتية، وأحد أبرز من رسم الفرحة على شفاه كل رياضي كويتي، بل إنه نقطة التحول في لعبة كرة اليد الكويتية عندما حقق منتخب الكويت أول بطولة آسيوية، وذلك في البطولة الآسيوية الثامنة التي أقيمت في الكويت عام 1995 وكان هذا الرياضي البارز لم يتعد عمره الـ 17 ربيعا وفرض نفسه بين عمالقة اللعبة وأجبر الجهاز الفني آنذاك بقيادة الروسي أناتولي على اختياره ضمن النخبة انه الحارس الأسطورة يوسف الفضلي الذي لا يعرف من الطرق إلا طريقا واحدا في حياته الرياضية وهو الطريق السريع المتجه نحو الإنجازات.
أسطورة حراسة
نعم يوسف الفضلي أسطورة كرة اليد الكويتية، وهذا اللقب لا نقرنه باسم الفضلي لحبنا له أو لقربه منا، بل نطلقه عليه لأنه يستحقه وإنجازاته لا يمكن أن يحققها غيره خلال سنوات طويله مقبلة، فهذا الأخطبوط كما يحب أن يطلق عليه حقق مع منتخب الكويت لكرة اليد أربعة ألقاب آسيوية وهي رصيد الأزرق وهي أعوام 1995 في الكويت و2002 في إيران و2004 في قطر وأخيرا 2006 في تايلند، فيما لعب الفضلي في 7 بطولات لكأس العالم وكانت البطولة الأولى عام 1995 في أيسلندا وعمره لم يتجاوز الـ 17 عاما ثم في عام 1999 في القاهرة وفي فرنسا 2001 والبرتغال 2003 وتونس 2005 وفي ألمانيا 2007 وأخيرا في كرواتيا 2009.
أهم الألقاب
ومن أهم ألقاب يوسف الفضلي الشخصية حصوله على لقب افضل حارس في آسيا ثلاث مرات متتالية، بدءا ببطولة آسيا 2002 في إيران وأيضا لم يكتف حارسنا الأسطورة باللقب على المستوى الآسيوي ليكون محط أنظار لجنة تقييم اللاعبين في كأس العالم 2001 في فرنسا ويحصل على أعلى نسبة في التصدي ويفرض نفسه بمستواه في تشكيلة أفضل الحراس بالعالم، ناهيك عن المساهمة في تأهل الأزرق إلى أولمبياد أتلانتا 1996 وأيضا لم تتوقف إنجازات الفضلي عند هذا الحد، بل تمكن مع الأزرق أن يقف على منصات التتويج في بطولات الألعاب الآسيوية (أسياد) في ثلاث بطولات علي التوالي، ففي أسياد بانكوك 1998 حقق مع منتخب الكويت المركز الثاني، وفي أسياد بوسان 2002 أيضا المركز الثاني فيما كان الختام مسكا في أسياد الدوحة 2006 عندما اعتلى الأزرق قمة منصة التتويج لأول مرة في تاريخه بالحصول على الذهب.
تاريخ وإنجازات
نعم، هذا هو تاريخ الحارس الأسطورة يوسف الفضلي، وتاريخه بالأرقام والبطولات والإنجازات التي ذكرت من الصعب جدا تحقيقها لأي لاعب محلي في كرة اليد خاصة في ظل تطور اللعبة والمنتخبات في القارة الآسيوية ورياضتنا في الوقت الراهن تعاني من الإيقاف الذي قتل الطموح عند جميع الرياضيين الكويتيين.
غياب الفضلي
عموما كتبنا هذا الموضوع بعد غياب الفضلي عن الموسم المنتهي دون أن نسمع عن تكريم هذا الأسطورة الذي قدم الكثير والكثير لكرة اليد الكويتية.
بل كتبنا هذا الموضوع لأنه هذا الأخطبوط عنوان رئيسي لإنجازات كرة اليد الكويتية وصاحب اكبر رصيد من الأرقام الصعبة على مستوى الرياضة الكويتية.
يا سادة، كتبنا هذا الموضوع لنحرك أهل الوفاء لأن يذكروا هذا الأسطورة الذي اتخذ قرار الاعتزال وأعلنه في الصحف دون أن يتحرك احد من الشخصيات أو الرياضيين لاستدعائه لتنظيم مهرجان لاعتزاله.
نكتب هذا الموضوع لنصرخ بأعلى الصوت ونقول للاتحاد إن هذا الأسطورة كان سببا رئيسيا لظهوركم الإعلامي وبروزكم الدولي وجاء الوقت لإرجاع جزء مما قدمه لكم، وأيضا نطالب الهيئة العامة للشباب والرياضة باستدعاء أسطورة كرة اليد الكويتية وتكريمه لما قدمه للرياضة المحلية.
بطولات محلية
وأخيرا، وليس آخرا، الأخطبوط يوسف الفضلي حقق البطولات المحلية مع السالمية والفحيحيل والقادسية والكويت، فأين رؤساء هذه الأندية وهم يملكون الملاءة المالية وقادرون على تنظيم اكبر مهرجان اعتزال لهذا الحارس الوفي.
العزاء الوحيد
وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نقول للحارس الأسطورة يوسف الفضلي عزاءك الوحيد اذا لم تحصل على التكريم اللائق انك عملت كل هذا التاريخ لوطنك الكويت، بل لأمك الكويت التي لها الفضل الكبير على كل من تطأ قدماه أرضها وتكريمك الكبير بأن الخليجيين والعرب وكل من يعرفك في الرياضة الخارجية يقول يوسف الفضلي الكويتي واسم الكويت المقترن باسمك لهو اكبر تكريم وانت يا يوسف ترفع الرأس.