ستكون أنظار الجمهور الفنلندي شاخصة على نجمي المنتخب المهاجمين تيمو بوكي ويويل بوهيانبالو حين يتواجه الوافدون الجدد إلى نهائيات كأس أوروبا مع بلجيكا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، لكن مركز الثقل الفعلي سيكون الجندي المجهول الهادئ غلين كامارا في وسط الملعب.
وعكس الصحافي الرياضي في صحيفة «إيلتا سانومات» الفنلندية، ياني أويفيو، أهمية كامارا بالقول: «أنا قريب جدا من القول أنه، في هذه الأيام، أفضل لاعب في الفريق» الذي استهل مشاركته الأولى في النهائيات القارية بالفوز على الدنمارك 1-0 قبل الخسارة بالنتيجة ذاتها أمام روسيا.
لكن ابن الـ 25 عاما الذي ساهم في قيادة رينجرز إلى لقب الدوري الاسكتلندي، تصدر العناوين مؤخرا ليس بسبب مهاراته الكروية، بل نتيجة تعرضه للإهانة العنصرية من قبل مدافع سلافيا براغ التشيكي أوندريه كوديلا.
لفت كامارا، المولود في فنلندا لأبوين سيراليونيين قبل أن ينتقل في الـ 12 من عمره إلى لندن، الأنظار في النهائيات القارية الحالية وحظي بالإشادات بعدما أظهر مهارته في المساحات الضيقة، موهبته في الفوز بالمواجهات الفردية، ورباطة جأشه تحت الضغط.
وقال مدرب فنلندا ماركو كانيرفا للصحافيين بشأن كامارا: «إنه مرتاح للغاية طوال الوقت، لكن ذلك لا يعني أنه لا يقاتل»، واصفا لاعب وسطه أنه «بالتأكيد أحد لاعبينا المفاتيح».
في إحدى مباريات الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» في مارس الماضي، أظهرت اللقطات كامارا الذي يتسم بالهدوء عادة، يتفاعل مع علامات الدهشة على وجهه بعدما غطى كوديلا فمه ليهمس شيئا ما في أذنه.
وقال كامارا لقناة «آي تي في» البريطانية: «شعرت بالإهانة. شعرت وكأني ولد صغير أمام أنظار كل أفراد عائلتي وأصدقائي وجمهوري وكل من يشاهدني».
وأوقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) كوديلا، لعشر مباريات وهو الحد الأدنى للعقوبة على «السلوك العنصري».
وفي الوقت ذاته، عوقب كامارا بالإيقاف لـ 3 مباريات بعدما قرر رد اعتباره بالقوة خلال توجه الفريقين الى غرف الملابس، ومنذ ذلك الحين تم استهدافه «يوميا» بإساءات عنصرية عبر الإنترنت.
ويرفض لاعب الوسط الآن أن يركع قبيل المباريات في حركة مناهضة للعنصرية، وقد التزم بهذا الموقف في نهائيات كأس أوروبا الحالية.
ورأى كامارا في بيان أنه «إذا أراد ويفا حقا «رفع البطاقة الحمراء في وجه العنصرية»، فحان الوقت لكي تتوقف هذه الحركة الرمزية وأن يتخذ نهج عدم التسامح مطلقا» مع أي مظاهر العنصرية في كرة القدم.