يحيى حميدان
لم يظن الكثيرون من محبي المنتخب الايطالي أن ينقل المدرب روبرتو مانشيني «الآزوري» من حال الى حال عندما تولى مهمة حمل التركة الثقيلة التي تركها «العجوز» جيامبييرو فينتورا بعد الفشل في الوصول الى كأس العالم 2018 في روسيا، ما شكل صدمة كبيرة بدأت إيطاليا تصحو منها في الأيام الماضية عقب التألق اللافت لمنتخبها ووصوله الى الدور نصف النهائي لـ«يورو 2020» حيث سيلاقي إسبانيا اليوم على ملعب «ويمبلي» الشهير في العاصمة الإنجليزية لندن.
قبل 3 سنوات، تسلم مانشيني «آزوري» مهلهلا ومتهالكا وغير قادر على مقارعة الكبار ولم يتفاءل الكثير بنجاح هذا المدرب بسبب ابتعاده عن الأضواء والنجاح خلال السنوات التي سبقت تسلمه هذه المهمة، حيث تمثل آخر إنجاز حققه في الحصول على لقب الدوري الانجليزي الممتاز مع مان سيتي في موسم 2011/2012، قبل أن يعيش فترة من الاهتزاز، وكأن مانشيني ومنتخب إيطاليا تشابها في هذه الجزئية قبل أن ينهضا معا.
مانشيني قاد «الآزوري» في 37 مباراة حتى الآن ولم يخسر سوى مباراتين أمام فرنسا 1-3 في مباراة دولية ودية، وأمام البرتغال 0-1 في دوري الأمم الأوروبية في سبتمبر 2018، ومنذ ذلك الحين لم تذق كتيبة مانشيني طعم الهزيمة في 32 مباراة متتالية رغم اختلاف المنافسين وتنوعهم.
ويرى البعض من محبي إيطاليا أن وصول مانشيني لقيادة دفة «الآزوري» جاء في وقت مثالي بالنسبة له وذلك لصعود مجموعة مميزة من المواهب الصاعدة ساهمت في وضع المنتخب الأزرق صاحب التاريخ الرائع في الطريق الصحيح، ويتقدم كتيبة الصاعدين الحارس جيانلويجي دوناروما ونيكولو باريلا وماتيو بيسينا ومانويل لوكاتيلي وفيديريكو كييزا، وهناك آخرون لم يخترهم مانشيني وينتظرون دورهم ربما في مونديال 2022 في قطر.
هؤلاء الصاعدون أفادوا منتخبهم واستفاد منهم مانشيني عبر دمجهم مع عناصر الخبرة المتمثلة بتواجد ركيزتي الدفاع جيورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي، ولا يمكن إغفال أدوار ماركو فيراتي وجورجينيو في الوسط، فيما دائما ما يحافظ مانشيني على تواجد تشيرو إيموبيلي ولورينز إنسيني في خط المقدمة، ويبقى العنصر الثالث في ثلاثي المقدمة متغيرا ويقدم الاضافة دائما أيا كان.
ويدرك مانشيني قبل غيره أن هذه «الرحلة الوردية» لن تكون ذات جدوى في حال فشل في تحقيق لقب «يورو 2020» بعدما جعل أحلام الطليان تعانق عنان السماء.