قد يكون من المستغرب أن تتجه أنظار العالم أجمع إلى شخص واحد لحل أزمة كبيرة وصلت لحد المقاطعة بين دول خليجية، ولكن سرعان ما يتبدد هذا الاستغراب حين تعلم أن هذا الشخص هو عميد الديبلوماسية العالمية وحكيم العرب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائد الإنسانية وإطفائي الأزمات، فمنذ أن أعلنت الدول الثلاث (السعودية والبحرين والإمارات) قطع علاقاتها الديبلوماسية مع دولة قطر وهو يبذل مساعي حثيثة للم شمل البيت الخليجي واحتواء التوتر كما هي عادة سموه دائما، فلقد سبق له أن نجح في لعب دور الوسيط وحل الخلاف في العام 2014 عندما قامت نفس الدول الثلاث بسحب سفرائها من الدوحة، كما نجح سموه في نزع فتيل أزمة نشبت بين الإمارات وعمان في في العام 2011، وهكذا كان دائما رجل سلام.
ومازال العالم أجمع يتابع اليوم سلسلة لقاءات صاحب السمو واتصالاته المكوكية لحل أزمة المقاطعة مع قطر، في الوقت الذي غابت فيه مؤسسات ضاربة في القدم كجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، وحضرت دول أخرى تقتات على الأزمة بين الأشقاء و«تدلق» الزيت على النار وتؤجج الفتنة بحثا عن مصالحها، أما «أبو ناصر» فحمل القضية على كتفيه محاولا إصلاح ذات البين ورأب الصدع الذي بدأ يتفشى في جدران البيت الخليجي.
ورغم انتهاء مهلة الرد على المطالب دون حل بين المتنازعين إلا أن مساعي صاحب السمو لم تنته بعد، وبوادر الانفراج ستلوح في الأفق قريبا، وسيذكر التاريخ جهود وجولات سموه بين عواصم الدول الخليجية، ففي مثل هذا الوقت يظهر العقلاء رافعين صوت الحكمة، وفقك الله أيها الأمير الإنسان، ويسر لك مسعاك في تحقيق المحبة والسلام وإقناع الأشقاء بالجنوح إلى الحوار بدلا من القطيعة.
ولعل في الموقف النبيل لصاحب السمو قدوة لأبنائه الكويتيين الذين ظهر قلة منهم على الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي متخذين مواقف متطرفة لدولة دون أخرى ومهاجمين لهذا الطرف دون ذاك، وأن يلتزموا جميعا بالحياد ونبذ النزاع، فخليجنا هو عمقنا التاريخي والاستراتيجي ووحدته قوة لنا ومصيره مصيرنا.
@a_bosaleh