الدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأشقائه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة، جاءت مترجمة لمكانة المملكة العربية السعودية عند العرب بل والمسلمين كافة، فالمملكة بما تملك من مكانة وثقل دولي واقليمي كبير تعد الخيمة الكبرى للدول العربية وخط الدفاع الأول عن أمنها واستقرارها، وأثبت قادتها إيمانهم بهذا الدور المهم وبأنهم أهل له وحملوا على عاتقهم مسؤولية توحيد الصف والدعوة للقاء الأشقاء ورص صفوفهم لإيقاف ما تتعرض له الأمة من مخاطر تحيط بها وتعيق نموها، وخاصة بعد الأحداث الأخيرة والاعتداءات التي تعرضت لها الناقلات النفطية في خليج عمان في المياه المتاخمة للمنطقة الاقتصادية الخالصة لدولة الإمارات وكذلك الاعتداء على المنشآت النفطية السعودية والتي تقف وراءها إيران التي قامت الميليشيات الحوثية التابعة لها في اليمن باستهداف مكة المكرمة بصواريخ باليستية إيرانية بهدف تهديد أمن المملكة والأمن الإقليمي والدولي في انتهاك صارخ لحرمة شهر رمضان الفضيل والبلد الحرام والدم المسلم، لتنتهك بذلك كل ما هو مقدس لدى المسلمين.
إن هاتين القمتين ستمنعان قمة الدول الإسلامية التي ستتلوهما من الانزلاق واستغلال إيران لها وستقطعان الطريق أمام ترويجها لـ «مظلوميتها الزائفة» وذلك سيكون عبر إعادة ترتيب البيت العربي في لقاء مكة المكرمة بين قادة دول مجلس التعاون والعالم العربي وبناء موقف قومي تضامني موحد يضمن لدول القمتين الأمان والاستقرار ويجابه هذه التهديدات الإقليمية.
فالمملكة كانت ومازالت داعية أمن وأمان وحاملة رسالة سلام للعالم أجمع ولكن ذلك لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع حق الدفاع عن النفس والذود عن الحدود وحفظ الاستقرار في المنطقة.
كما بذلت المملكة العربية السعودية طوال تاريخها الكثير والكثير من الجهود واتخذت العديد من المواقف الحازمة غير الملونة مع أشقائها.
ولانزال نحن ككويتيين على وجه الخصوص نحفظ لها موقفها غير المستغرب أبدا معنا إبان الغزو العراقي الغاشم على بلدنا بكثير من الشكر والامتنان.
وفق الله الملك سلمان وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لما فيه خير واستقرار المنطقة وإنجاح مساعيهما في القمتين والثالثة سلمان، فدعوة كهذه لا تأتي إلا من الكبار.. «والكبار فقط».
Twitter: @3baullah1