لا شك أن الصوم عبادة روحانية داخلها إشعاع من نور وجوهرها إخلاص لله وحده، لأن الأعمال من دون إخلاص لا تقبل.
والصوم عبادة وإيمان تسخر فيه كل الجوارح لله وحده وهي عبادة عظيمة كسائر العبادات لها أحكامها وأسرارها، ومما لاشك فيه فإن الحياة في صراع مستمر ودائم مع النفس، والصوم عبادة سلوكية موسمية تطل علينا بابتسامة مشرقة كل عام تحمل لنا جملة عبادات متداخلة منها القلبية والبدنية والعقلية والروحية، فهي تقي الصائم وتصهره في بوتقة يخرج منها المسلم وهو أقوى وأصلب مما يكون، يصبح نقيا وهو ان يحطم ما بداخله من شهوات ويمتلك نورا من الهداية، ويحافظ له على جوارحه وفكره الذي غمسه بروح الايمان، ذلك الصيام الذي تحمل به أقصى أنواع الحرمان من ألم الجوع والشعور بالعطش وضبط النفس، لذلك، فالصيام أرقى أنواع العبادات التي تعتبر مدرسة للتقوى التي تمكن للضمير أن يعيش فيها وهو في حالة نشاط دائم ويقظة مستمرة، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الصيام وسيلة فعالة لربط سلطان الروح بسلطان الجسد.
ولاشك أن للصوم فوائد طبية وصحية بدنية، فعن طريق الصوم يمكن أن يخفض مرض السكر في الدم، وكذلك يخفض الكوليسترول في الدم، اضافة إلى تخفيف الوزن.
كما أن هناك ايجابيات للصوم، وهي ترك العادات السيئة والمضرة بسرور، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال في الحديث الصحيح عن أبي هریرة رضي الله عنه: «للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه». رواه مسلم.
لذلك أخي وأختي المسلمة أعدوا العدة لهذا الشهر الكريم العظيم الفضيل، فهو ضيفنا العزيز لأيام معدودات تزكى فيه النفوس وتطمئن به القلوب وتجري الحسنات فيه جريان النهر العذب، فتزودوا منه ما استطعتم من زاده الذي يغذي العقول وينقي القلوب ويطهر النفوس البشرية فتصبح ساطعة بشمس الإسلام ونور الإيمان.
وأدعو الله العلي القدير أن يمن علينا بإتمامه وحسن صيامه وقيامه، وأن يعيده علينا وعلى أمتنا الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بالخير والفلاح واليمن والبركات، وان يحمي كويتنا الحبيبة من كل مكروه تحت ظل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد.