تمثل العلاقات بين السعودية والكويت نموذجا يحتذى لعلاقات الأخوة التي تزداد متانة وقوة مع مرور الزمن والتاريخ الحافل بالمواقف بين البلدين على مستوى القيادتين والشعبين تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي المبارك.. شاهدنا على ذلك تسلسل الأحداث التي تتوالى والعواصف الهوجاء التي يوقد شرارتها من حين إلى آخر محترفو إثارة الفتن وإشعال الحرائق ومن يدعون الإصلاح لزرع الفرقة بين الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذين لا يزالون يحاولون، ولا يطفئ نار فتنتهم بعد رحمة الله سبحانه وتعالى إلا هذا التواصل والتعاطي مع هذا الغزو الفكري البغيض.. بحكمة وعقلانية لدحر أعداء التقارب من أطراف للأسف تعيش بيننا وتفجر الصراعات لأهداف تخدم دولا لا تتمنى الخير ولا الأمن والاستقرار لدولنا وشعوبنا الآمنة، والتي يسعى قادتها للتفرغ.. للتنمية وتطوير الأرض والإنسان عليهما.
من هنا، فإن زيارة خادم الحرمين الشريفين للكويت الشقيقة، واللقاء المرتقب بينه وأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.. وما سيتم خلالها من مباحثات مباشرة.. وتفاهم أخوي بأعلى المستويات ينتظر منه العالم العربي والإسلامي والخليجي نتائج بمستوى القمة.. خاصة أن هذه الزيارة التاريخية تأتي في وقت يشهد فيه عالمنا العربي ودول الجوار مآسي وحروبا.. وقتلا واقتتالا ومؤامرات وتآمرا.. ونواجه تحديات من كل جانب في حدودنا.. يشعلها حفنة لا تتوانى ولا تتراخى بجميع وسائلها الإعلامية الموجهة وأذنابها المعروفين من جميع أوساطها ومراكزها المسمومة لنشر وباء الحقد الدفين المتأصل في داخلها.. بالإرهاب وترويع الآمنين.. بالخيانة والغدر تارة وبالتفجير والقتل تارة أخرى.. بدور العبادة.. وغيرها.
وعلى الرغم من هذا كله فإن العجلة بحمد الله تدور ولن تتوقف من جراء هذه المكائد والتصرفات الصبيانية من هؤلاء الشاذين والمخططين لتحريك الشارع.. بقلة غوغائية أدرك المواطن الخليجي الواعي انها مجرد فقاعات إعلامية ظلامية ظلالية، وأن كيدها سيرتد بإذن الله الى نحورهم.. طال الزمن او قصر.. وأن الله حافظ للديار وأهلها.
تابعنا كذلك وباهتمام بالغ زيارات خادم الحرمين حفظه الله لدول المجلس الإمارات وقطر وحضوره حفظه الله وأمده بعونه اجتماع قادته بمملكة البحرين الشقيقة.. والتي تكللت بفضل الله وتوفيقه بالنجاح.
وخاتمتها مسك، بالكويت الشقيقة، التي بأميرها الديبلوماسي المحنك وحكومته وشعبها الوفي وأرضها المعطاءة، والتي استعدت وفتحت قلبها للترحيب بملك الوفاء، الذي لا تنسى الكويت وأهلها مواقفه النبيلة أثناء الاحتلال الصدامي الغاشم.. ومواقف الكويت التاريخية تجاه المملكة أثناء مرحلة التأسيس وبعدها.. انها علاقات مكتوبة بماء الذهب.. بين الأسرتين الحاكمتين.. ترسخت جيلا بعد جيل، لتؤكد وحدة الدم والمصير في أسمى معانيها.
لا شك أن هذه الزيارة، والتي تمتد لثلاثة أيام للكويت الشقيقة.. والتي قال عنها أحد أبنائها: «إن زيارة أبو فهد يوم عرس في الكويت وفرحة غامرة تشمل كل الكويت بمحافظاتها» وما سبقها من زيارات لأهلنا وأشقائنا بدول المجلس سوف تترك بإذن الله تلك الزيارات الأخوية أثرا وبعدا تظهر نتائجه مع قادم الأيام، لأنها تحمل أبعادا.. سياسية.. وأمنية واقتصادية.. لما للمملكة قيادة وشعبا من أهمية ومكانة لدى دول المجلس.. كم نحن سعداء.. وتغمرنا الفرحة والسعادة، شعب المملكة من أقصاها الى أقصاها.. ونحن نشارك شعوب المنطقة نشوتها وفرحها بزيارة ملكنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولقاءاته بزعماء جيراننا وأهلنا، وندعو الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ علينا وعليكم جميعا ديننا وولاة أمرنا وأرضنا وشعوبنا، وأن يكفينا شر الأشرار.. وكيد الأعداء.. وأن يوحد كلمتنا.. ويجمع صفوفنا.. وأن يلهمنا الصواب، انه سميع مجيب الدعاء.
خاتمة
قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) صدق الله العظيم