إذا مارسنا جميع أنواع الإضرار بمصالح السويد في العالم الإسلامي بشكل جماعي وبمشاركة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ستكون عندها السويد عبرة لبقية الدول التي ينشط بها خطاب الكراهية ضد المسلمين، وستنخفض معدلات رعاية الدول الرسمية هناك لمثل هذه الخطابات والأنشطة العدائية، بينما اذا مرّرنا حادثة السويد وقبلنا باعتذارهم، فسينمو خطاب الكراهية بشكل غير مسبوق ضد المسلمين والعالم الإسلامي في عدد كبير من الدول غير المسلمة بشكل لا طاقة للعالم الإسلامي أن يتعامل معه أو يناهضه، وسيكون سور المسلمين منخفضا وكل من في نفسه مرض يمكن له أن يقفز فوق سورنا بالإساءة والتجريح لمقدساتنا، وربما يصل الأمر لإهانة واضطهاد من يعتنق ديننا في مجتمعاتهم دون وجود أي قدرة على منع ذلك.
وهذا سيضر على المدى القريب بمكانة الدول الإسلامية، فاتخاذ تدابير قاسية سيزيد من شرعية الأنظمة الإسلامية وسيرفع قدرتها على ضبط وقيادة شعوبها.
ولـــذلك ندعو اليوم وبشكل واضــح (لاتخاذ تدابير قاسية ضد السويد حتى لو اعتذرت)، وذلك لانخفاض تكلفة هذه التدابير القاسية على الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في حالة توجيهها ضد السويد، لعدم أهمية السويد وعدم وجود مصالح جوهرية يخشى ضياعها من مثل هذا الموقف الحاسم والقاسي المطلوب ضدها اليوم.
بمعنى أن التصعيد ضد السويد بجانب أنه موقف أخلاقي ضروري، إلا أنه في نفس الوقت يحقق مكاسب استراتيجية مهمة جدا للدول الإسلامية التي ستشترك في هذا التصعيد الذي نحث عليه بشكل كبير.