سافرت في سنة 2017 إلى جمهورية بنغلاديش الصديقة في رحلة خيرية مع جمعية النجاة الخيرية وكانت من أولى الرحلات التي قمت بها، في ميدان العمل الخيري والإنساني.
فكرة أن تسافر من أجل إسعاد الناس الضعفاء والفقراء، وتقدم لهم خيرات أهل الكويت تجعلك تنسى كل مشاق ومتاعب وتحديات السفر التي نوجهها. وتشعرك بمدى النعم العظيمة التي جاد بها المولى سبحانه علينا، وتدعوك كذلك إلى التفكير باستمرار في مساندة ومساعدة هؤلاء الضعفاء.
سافرت لتغطية حملة «إبصار»، هذه الحملة الخاصة بعلاج مرضى العيون وكانت هذه الرحلة بمنزلة انطلاقة للحملة، ولله الحمد مازالت حملة «إبصار» مستمرة، حيث استفاد منها قرابة 116 ألف إنسان، تم من خلالها إجراء العمليات الجراحية وإقامة المخيمات الطبية وتقديم الفحوصات والاستشارات وتوزيع الأدوية والنظارات الطبية وإقامة البرامج التوعوية للوقاية من العمى وضعف البصر. وذلك في 8 دول مستفيدة حول العالم، وذلك بمبلغ زهيد جدا وهو 40 دينارا! تخيلوا معي إخواني القراء الكرام كيف لهذا المبلغ أن يغير حياة شخص لطالما عانى الصعوبات والآلام في حياته فهو لا يستطيع العمل ولا يستطيع أن يقوم بأمور حياته البسيطة جدا، فلو احترق شيء في منزله فلن يستطيع أن ينقذ نفسه فضلا عن أن ينقذ غيره.
أغلق عينيك دقيقة واحدة حاول أن تسير في منزلك لتقضي أمرا معينا، لاحظ الفرق والصعوبة، أو تخيل معي أنك لم تر وجه أغلى الناس على قلبك أمك، أبيك، زوجك وأبنائك، هذا ما يشعر به أناس لسنوات طويلة، ولتعرف معنى ذلك أكثر فهم فقراء لا يملكون ثمن العلاج ولا يستطيعون العمل، من أغلى النعم التي مَن الله علينا بها هي نعمة البصر، نعمة عظيمة كثير منا لم يقدرها ولم يؤد شكرها، في رحلتي رأيت أطفالا وشبابا ونساء وكبار سن كانت حياتهم متوقفة فقط على 40 دينارا! رأيت دموع الفرح بعد العملية رأيت أيادي ترفع وتلهج بالدعاء لمن مد يد العون لهم وساعدهم، وبفضل الله أهل الكويت والمحسنون من شتى الدول ساهموا في أنهم صنعوا الفرق في حياة هؤلاء المساكين، وبإذن الله نستمر هذه السنة في صناعة الفرق جميعا وندعوكم لدعم حملة «إبصار» التي تنطلق بتاريخ 14 الجاري، فليبادر كل منا ويسعى للتكفل بعلاج حالة مريض عيون بمبلغ 40 دينارا، هذا المبلغ قد ننفقه في رحلة سريعة للجمعيات التعاونية، وقد ننفق أضعافه في غداء في أحد المطاعم مع الأصدقاء، فيا أحبتي أذكركم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس» أو قال: «يحكم بين الناس» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[email protected]