كثيرة هي السلوكيات السيئة التي يستخدمها الآباء والأمهات في تربية أبنائهم وهي المضرة لجسور التواصل والترابط مع فلذات أكبادنا وسأذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر، وهي قد تكون معروفة لدى البعض ومستقرة ولكن العجيب أن البعض يراها على العكس وأنها مؤثرة وفعالة، وما هذا الاعتقاد أتى إلا لأنهم رأوا تجاوبا لحظيا ورمادا سرعان ما سوف يطير في أول موجة من الهواء.
1 - التأنيب واللوم: كثرة التأنيب تقتل المشاعر وتشعل نيران الحقد في قلوب أبنائنا وقد تغرس بذور الانتقام إذا سنحت الفرصة لذلك، وهذا الكلام على كثرة التأنيب والامتنان على الأبناء فلابد من ترك هذا السلوك والتفكير بسلوك آخر.
٢ - الأوامر من غير شرح: نعم البعض يعامل أبناءه وكأنهم روبوت أو آلة ليس لها مشاعر (أوامر = تنفيذ) ولهذا الطريقة الصحيحة هي أن نأمر ونوضح السبب حتى يفهم الهدف من الأمر والطلب ويكون خفيفا عليهم التنفيذ، ومع الوقت سوف تنمي شخصية ابنك ولا تلغيها بالتنفيذ من غير فهم.
٣ - التهديد: اللجوء إلى التهديد لترك سلوك أو عادة سيئة يفيد لفترة، ولكن إذا سنحت الفرصة أو غابت الرقابة رجع السلوك السيئ إلى صاحبه، ولهذا الأفضل أن نغير القناعات والمعتقدات حتى تكون ذاتية الدوافع.
٤ - السخرية: لا أحد يحب السخرية أو الشعور بالإهانة فما بالك بالأطفال أو اليافعين؟ ناهيك عن أنها تحطم الشخصية وتجعل الابن يفكر لأيام أو شهور عن ذاته بسبب هذه الكلمات التي يظن البعض إنها مسلية أو مضحكة، ولكي لا نخسره من الاجتماعات العائلية بسبب انطوائه على ذاته، لابد من احترام كيانه وشخصيته وترك السخرية مطلقا.
٥ - الشتم: وهذه من الخامات التربوية والتي يصعب لي فهمها كيف لأب أو أم أن يشتم ابنه أو بنته؟! طامة كبرى عندما تكون القدوة مثالا لتعليم سوء الخلق وغرس الكلمات السلبية في عقل الابن وعلى العكس عندما نستخدم أفضل الكلمات وأرقى التعابير في مخاطبة أبنائنا فإنها تنعكس على ذواتهم ويصبحون سليمي المنطق والروح والذات.
حفظ الله أبناءنا وأعاننا على تربيتهم.
[email protected]