في المقال السابق تحدثنا عن أهمية غرس الصلاة في نفوس أبنائنا وأعطينا قواعد مهمة في فهم آلية التربية على الصلاة.
وفي هذه المقال سنتكلم عن طرق عملية لتربية أبنائنا على هذه العبادة العظيمة التي هي عمود الإسلام وبها يدخل المسلم الجنة ويدخل تاركها النار والعياذ بالله.
فأول طريقة عملية وأهمها هي: التهيئة النفسية والإيمانية للصلاة. نعم هذه أهم نقطة في التربية على الصلاة. وقد تأخذ سنوات وليس دقائق أو ساعات كما يظن البعض.
النبي ﷺ ظل 13 سنة في مكة يغرس العقيدة والإيمان فلما هاجر إلى المدينة هاجر ومعه جبال شامخة وثابتة وهم الصحابة رضوان الله عليهم، لا تهزهم الفتن ولا المحن ولا تزيدهم الابتلاءات إلا رفعة ومكانة عند الله جل جلاله.
وهذه المرحلة وهي التهيئة تكون بغرس الإيمان في نفوس أبنائنا فنتحدث عن الله جل جلاله وعن أسمائه وصفاته ومعانيها وما تعني هذه الأسماء من معان عظيمة وجليلة، فنشرح مثلا اسم الله المؤمن أي المصدق لإيمان عباده، الخالق الذي خلق كل المخلوقات عظيمها وصغيرها، اللطيف الودود المجيب الكريم الجواد الغفور الرحيم القريب الحفيظ. أسماء كثيرة لها من الجلال والعظمة والسطوة على النفس، 99 اسما نستطيع أن نشرحها بطرق مختلفة وجميلة حتى تتعلق قلوبهم به سبحانه، وتشتاق له نفوسهم فيحبونه ويسعون لرضاه.
فيصلون محبة له ورهبة منه وهنا لن نتعب في تذكير أبنائنا للصلاة لأنهم يصلون لله لا يصلون لنا، وهذا هو الهدف الأساسي من تعليم أبنائنا الصلاة وهو أن يصلوا لله من دون مراقبة منا، فلا يتركون الصلاة إذا غبنا عنهم. بل يصلون سواء كنا معهم ام كنا بعيدين عنهم (مراقبة ذاتية).
وإن شاء الله نكمل في الطرق العملية لتحبيب أبنائنا للصلاة في المقال القادم.