هذا المقال الثالث الذي نتناول فيه كيف نحبب أبناءنا في الصلاة. ومازلنا نتكلم عن أهم طريقة لغرس حب الصلاة في نفوس أبنائنا حتى لا يتركوها مهما كان وهي «التهيئة النفسية والإيمانية».
فمن الوسائل المعينة على التهيئة النفسية الفعالة أن نحدثهم عن الجنة والنار وهذا من أسلوب القرآن في تشجيع الناس على العبادة وتحذيرهم من المعاصي.
فالحديث عن الجنة وأنهارها وقصورها وما أعد الله فيها للمؤمن من نعيم يزيد من شوق المسلم للجنة ويجعله يزيد من الطاعات، وأيضا الحديث عن النار وما بها من حفر مظلمة وعذاب للعبد العاصي سيكون رادعا لكي يبتعد عما يغضب الله جل جلاله.
ولكن هناك خطأ تربوي يقع فيه الكثير من الآباء والأمهات وهو تهديد الأطفال بدخول النار. فهؤلاء الأطفال لا يدركون مثل إدراكنا وقد يسيئون الفهم وقد يسيطر عليهم الخوف او تكون النتيجة عكسية عليهم بأن يستهتروا بفكرة الحساب والجزاء يوم القيامة.
ولابد أن نعي مسألة أن هؤلاء الأطفال غير مكلفين فعندما نقول لطفل دون سن التكليف أنك إذا تركت الصلاة ستدخل النار! فهذا خطأ شرعي. لأنه لن يدخلها مادام دون سن البلوغ.
فنراعي لغة الخطاب وأسلوب الحوار، ونركز على التفاصيل إذا تحدثنا عن الجنة ونعرض الحديث عن النار بشكل عام دون الدخول في التفاصيل.
نحببهم بالجنة ونرغبهم في العبادة حتى يلتزموا بها، ونحاول أن نحدثهم والابتسامة تعلوا محيانا ووجوهنا ونشعرهم بأن الحديث عن الصلاة والجنة يجعل النفس في راحة وسكينة وطمأنينة.
وبإذن الله نكمل في المقال القادم عن أهم الطرق التي تسهم في تحبيب الصلاة لأبنائنا.